فاتح عبد السلام

مائة وثماني وعشرون دولة وقفت ضد قرار ترمب في نقله السفارة الامريكية الى القدس ، وبينها الدول العربية التي جميعها تعامل الفلسطيني إذا لم يحمل جواز سفرها او جوار سفر أجنبياً معاملة المضطهد علناً او بالخفاء، معاملة يمكن أن نصفها في أحسن الأحوال بأنها تنظر الى الفلسطيني على انه عربي من الدرجة الثانية ، ولا توجد دولة تتفاعل بايجابية مع الفلسطينيين سوى الاردن الذي يتحمل أكبر رعاية للاجئين منذ عقود .

اتخذ ترامب قراره المشين ، وانطلقت بعده أبواق النفاق العربية والاسلامية في الدفاع عن قضية القدس ، دفاع لا يقدم ولا يؤخر، ولا يعادل أي درجة من درجات كفاح الفلسطينيين من أجل قضيتهم . نراهم يشكلون فيالق تحمل اسم القدس لكن رصاصها ينطلق الى بلدان عربية . ونسمع خطباً رنانة عن الموقف الداعم للفلسطيني ، ونرى الواقع العربي والاسلامي يتحدث عن تهجير وترحيل وهضم للحقوق ضد الفلسطينيين الذين خسروا مع العرب المعارك كلها ضد اسرائيل . 

انظروا الى حال الفلسطيني في العراق ، ماذا حدث له في العقد الأخير، لننس مرحلة القتل على الهوية الفلسطينية عام 2006 ، فقد ألغت الحكومة العراقية حقوق فلسطينيي العراق المستفيدين من القانون المرقم (202) لسنة (2001)، الذي ينص على معاملة الفلسطينيين اللاجئين إلى العراق معاملة العراقيين في جميع الحقوق من: التعيين بالوظائف الحكومية والتملك والدراسة والرعاية الطبية والاجتماعية المجانية وغيرها؛ واستبدلته بقانون آخر حمل الرقم (٧٦) لسنة (٢٠١٧) يقضي بإلغاء جميع تلك الحقوق، وعد الفلسطينيين ـ الذين مضى على كثير منهم نحو نصف قرن في العراق أجانب تكون للحكومة صلاحية ترحيلهم أو إلغاء إقاماتهم.

كلما تسمعون خطباً عالية الصوت تجاه فلسطين اعلموا أنّ وراءها نفاقاً وبهتاناً وتزويراً وضعفاً يطفح من أنظمة الحكم العربية التي تواطأ بعضها ضد القدس ، ليس اليوم فحسب، وانما منذ عقود .

ما معنى أن تتحدثوا عن نصرة القدس وانتم تتجاهلون دعم المقدسيين ؟ ما اهمية اعلاء الصوت من اجل القدس والسكوت عن حصار الفلسطينيين في قطاع غزة سنوات طويلة ؟. 

لقد بلغ النفاق الزبى.