سمر المقرن

شعرت لوهلة، من خلال حديث -بعضهم- أن السعودية هي التي تقوم باحتلال فلسطين وليست إسرائيل. بصراحة كانت ردود الأفعال مخزية وموجعة جداً في التعامل مع بعض الأحداث الطارئة كما حدث بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب. لم أشأ الحديث منذ بداية الموضوع لا هنا ولا في تويتر نظراً لحساسيته من جهة، وللتعامل الغاضب مع أي شخص يخالف وجهة نظر أحد ما من جهة ثانية، أضف إلى ذلك، فإنني أعترف بأن السياسة كانت سبباً في خسارات كثيرة لي شخصياً وخسرت كثير من الصديقات والأصدقاء على مدى سنوات -ولم تحقق لي أي مكاسب- وذلك بسبب الاختلاف بالرأي أو حيال المواقف. لذا آمنت بأن اتخذ ركنياً قصياً لا يرى من الحياة إلا الأشياء الجميلة بعيداً عن أوجاع السياسة وضغوطها. ورغم هذا لم أنجو في ركني الصغير الهادئ. فقد هاجمتني على الواتس أب صديقة عزيزة من جنسية عربية تلومني على مواقفنا وأننا ما زلنا نتفرج ولم نذهب نحن السعوديين لتحرير فلسطين، وبما أنها وصلت لي إلى قعر داري فكان لا بد لي أن أرد بأن أهلها هم أولى بتحريرها، فنحن كسعوديين لم نلم الدولة الفلانية ولا غيرها لأنها لم تشاركنا حربنا في الدفاع عن بلادنا ضد الحوثيين، ولم نطلب من أحد أن يحارب نيابة عنّا، فها هم أبناؤنا على الجبهة يسقط منهم شهداء، ولم نجلس متكئين نبحث عن جمع الأموال ونغضب من غيرنا ونطعنهم في عروبتهم وإسلاميتهم لأنهم لم يذهبوا للحرب ضد الحوثيين نيابة عنّا.. هذا مجرد مثال أسوقه رداً على الصديقة التي كانت -في السابق- مهذبة ولم أسمع منها برغم معرفتي بها منذ عدة سنوات أي حديث في السياسة برغم أنها كاتبة ومثقفة معروفة لكنني لم أقرأ لها يوماً مقالاً سياسياً، إنما فجأة صارت سياسية لتؤنبني وتوبخني بطريقة فجّة وغريبة!

قلت إن السعودية مواقفها ثابتة ومعروفة تجاه القضية الفلسطينية، لم تتأرجح ولم تتغير على كامل عهود ملوكها رحمهم الله وإلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- لم تتبدل مواقفنا تجاه دعم القضية الفلسطينية، ولم تكن مواقفنا مجرد شعارات نستخدمها لكسب تعاطف مزيف مثل غيرنا، بل هي كانت وما زالت لدينا القضية الأولى التي لا تقبل الجدل. بينما هذا الصراخ العالي تجاه السعودية وشعبها ما هو إلا حق أريد به باطل، وكأننا مسؤولون عن نفسنا وعن غيرنا. في الحقيقة كنّا نتعجب عندما تأتينا بعض إشارات الغضب بسبب تأخير دفع مساعدة هنا أو هناك، إنما اليوم الأمر تجاوز طلب المساعدات المادية في «بجاحته» وصاروا يقولونها علنا أيها السعوديون روحوا حاربوا عنّا!