محمد صلاح 

كشفت تحقيقات النيابة العامة في مصر أن الإرهابي الذي استهدف كنيسة «مار مينا» في مدينة حلوان (جنوب القاهرة)، أطلق من رشاشه 150 طلقة باتجاه زوّار الكنيسة وقوة تأمينها والمباني السكنية في محيطها، فيما عزّز المخاوف من مؤامرة لبثّ الفتنة تبنّي «داعش» الهجوم عبر بيان نشرته وكالة «أعماق» التابعة له. وحذرت أوساط رسمية من أن التنظيم دأب على استهداف المسيحيين في مصر.

وسعت السلطات إلى لملمة تبعات الهجوم بتشديد الإجراءات الأمنية حول الكنائس وفي الطرق الجبلية المؤدية إلى الأديرة في قلب الصحراء.

وظهر غضب المسيحيين من تكرار الهجمات ضد الكنائس خلال تشييع ضحايا الهجوم مساء الجمعة، إذ ردّد شباب هتافات غاضبة، فيما أكد أسقف عام كنائس وسط القاهرة الأنبا رافائيل في كلمة تأبينية، ضرورة مواجهة الأفكار الإرهابية ومحاكمة العقول التي تبث «العنف والتعصّب والإرهاب والكراهية»، مضيفاً أن «المشكلة ليست في شخص يحمل سلاحاً، لكن في من دفعه إلى ذلك». وتساءل: «لماذا لا يتم التعامل مع ذلك الملف بتصنيفه في إطار الأمن القومي؟». وحذر من أن الإرهاب «لن ينال منا نحن المسيحيين فقط، لكنه سيأكل الأخضر واليابس».

واتصل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيّب ببابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضرس الثاني، معزّياً. وشدّد على أن مرتكبي الهجوم «سفكوا الدماء المحرمة من أجل إيقاع الفرقة والفتنة بين أبناء الشعب الواحد»، وقال للبابا: «يدنا في يدكم أخي لنحمي هذا الوطن ونحافظ على وحدة شعبه».

وقال مرصد دار الإفتاء إن «استهداف المسيحيين في مصر استراتيجية ثابتة ومحسوبة لتنظيم داعش الإرهابي، الذي يرى أن إثارة الفتنة الطائفية ستكون الخطوة الأولى لتفكّك البلاد والسيطرة عليها»، مشدداً على أن تلاحم الشعب مع مؤسسات الدولة يمثل «حائط صدّ أمام قوى الإرهاب الأسود التي تحاول إيقاع الوطن في حرب طائفية لا تنتهي».

في غضون ذلك، ذكر تقرير مبدئي لخبراء الأدلة الجنائية، أن منفذ الهجوم كان يستقل دراجة نارية وفي حوزته رشاش أطلق منه 150 طلقة، قبل أن يترجّل مواصلاً إطلاق النار على المباني السكنية، إلى أن تمكنت الأجهزة الأمنية من إصابته وتوقيفه. وتسلمت النيابة تحريات الأمن التي ذكرت أن الإرهابي المصاب اعترف قبل خضوعه لجراحة، بتورطه في هجمات عدة سابقة.