خليل علي حيدر

هذا «الأحد»، يوم تاريخي بامتياز، فهو بمثابة «سدادة عام 2017»، الحافل بالذكريات والأحداث، والزاخر بالحلو والمر! وقد مرت خلال هذا العام الذكرى المئوية لاتفاقية «سايكس بيكو» والثورة الروسية، وكذلك ذكرى «وعد بلفور»، حيث تجدد الاهتمام بالقضية الفلسطينية مع اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل وما أثار القرار من اعتراض دولي. كما ختم عام 2017 الذكرى الـ500 لإعلان «مارتن لوثر» عام 1517، وانقسام المسيحية إلى كاثوليكية وبروتستانتية.. وذكريات أخرى.

نريد مع نهاية العام، وما يسود العالم والبشرية من تفاؤل بهذه المناسبة، أن ندير أظهرنا مؤقتاً للسياسة والاقتصاد، ونستعرض بعض النكات والطرائف.. وهيهات أن ندير! يُقال إن زعيم دولة تسلطية، أهدوه تمثالاً وقالوا له إنه أثري، فأرسل لرئيس مخابراته ليتحقق من قيمته فرد عليه: «تأكدنا يا سيدي أنه أثري». فرد الزعيم: وكيف ذلك؟ قال: «اعترف بنفسه سيدي!».

ويُقال إن رئيس دولة مماثلة سأل وزيره: كيف حال الشعب بعد ما غلينا الخبز والغذاء؟ فقال: يا سيدي بياكل زفت. فقال له: طيب غلِّي الزفت. ويُقال إن الطاغية «تيمور لنك» لاحظ أن حكام المسلمين يسمون أنفسهم «المتوكل على الله» و«المعتصم بالله»، و«المستنصر بالله»، فسأل جحا أن يقترح عليه اسماً يستعمله، فقال جحا: «أعوذ بالله». واقترح أحدهم مجموعة من التعريفات الجديدة للمصطلحات الرائجة، فمثلاً:

«التنوير»: عملية تتم في الشوارع عندما يسكنها وزير. «الجات»: مصيبة وجات على دماغنا. «الدستور»: كلمة تُقال للحماية من الأسياد عند دخول بيت مسكون. «حرية النشر»: تمارسها النساء على السطوح في المناطق الشعبية.

«الدبلوماسية»: أحسن هدية للزوجة بشرط أن يكون «الماس» طبيعياً. «الوحدة العربية»: اسم رائج للكثير من المحلات والشركات ومطاعم الكفتة والكباب. «البيروقراطية»: أن تكون لديك بقرتان فتأخذ الحكومة الاثنتين وتقتل واحدة وتحلب الأخرى، وتلقي باللبن بعيداً. ويمكن تصنيف الشركات العالمية وفق تعاملها مع البقر، فمثلاً: «الشركة الأميركية»: أن تكون لديك بقرتان فتبيع واحدة وترغم الأخرى على أن تعطيك لبن أربع بقرات، ثم تستأجر خبيراً استشارياً لفهم لماذا ماتت البقرة؟ «الشركة اليابانية»: أن تكون لديك بقرتان تعيد تصميمهما إلى عُشر حجمهما مع مضاعفة اللبن عشرين مرة، ثم تبتكر شخصية بقرة للرسوم المتحركة اسمها «كاوكيمون» وتسوقها في العالم كله. «الشركة الإيطالية»: أن تكون لديك بقرتان لكنك لا تعرف أين هما، ثم تكف عن البحث لأن ساعة الغداء حانت.

«الشركة الهندية»: أن تكون لديك بقرتان مجنونتان. «الشركة العربية»: أن تكون لديك بقرتان في نزاع دائم وتهديد بالانفصال!

ومن الطرائف المتداولة تلك المتعلقة بروسيا وبخاصة المرحلة السوفييتية، وبعضها مخيف!

تقول إحداها: إنجليزي وفرنسي وروسي التقوا في القطار وراحوا يتحدثون عن معنى السعادة. قال الإنجليزي: السعادة عندي عندما أجلس أمام التلفزيون وأرى فريقي المفضل مانشستر يونايتد ينتصر على فريق ارسنال بستة أهداف نظيفة. قاطعه الفرنسي فقال: أنتم أيها الإنجليز لا تعرفون حقاً ما هي السعادة. السعادة عندي هي أن أتعرف بغادة حسناء.. سأل الاثنان المسافر الروسي عما يفهمه هو عن السعادة فقال: أصل قمة السعادة عندما أسمع طرقاً على الباب بعد منتصف الليل. أفتح الباب فأجد أمامي مفرزة من الشرطة وضابطاً من الـ(كي.جي.بي) ينظر في وجهي. ويقول: ميخائيل ايفانوفيش يجب إلقاء القبض عليك، تفضل معنا، ثم انظر في وجه الضابط وأقول: آسف أيها الرفيق، ميخائيل ايفانوفيش يسكن الدار المجاورة.

وتقول نكتة سوفييتية: عند ختام مؤتمر الحزب الشيوعي فتح المجال للمناقشة، فوقف رجل وألقى هذا السؤال: هل يمكننا أن نقول إن الاشتراكية هي حقاً من اختراع الشيوعيين أو العلماء؟ أجابه لنيين باعتزاز: إنها من دون شك من عمل الشيوعيين.

هز الرجل رأسه وتمتم قائلاً: هذا ما كنت أحسبه، فلو أن العلماء عملوها لجربوها أولاً على الفئران. [أشهر النكت السياسية، مجدي كامل، القاهرة 2008، ص 236].

وللباحث السوري «بو علي ياسين» دراسة في أدب النكتة «بيان الحد بين الهزل والجد»، دمشق 1996، يروي في كتابه نكتة عن التزاحم على باب «المؤسسة الاستهلاكية» أي الجمعية التعاونية، بما كان يلزمه من جهد ووقت وتحمل، جعلته الروح الشعبية مادة للتفكه وأشنعها: مواطن لآخر: البارحة عادت زوجتي من المؤسسة ممزقة الثياب عارية الجسد. المواطن الثاني، بسيطة، أنا زوجتي عادت حامل!

وتقول نكتة مصرية «في حفلة ساهرة غنت «أم كلثوم».. ونهض المدعوون إلى المقصف الذي حوى ما لذ وطاب.. فسارت أم كلثوم بين المرحومين رشدي باشا وأحمد شوقي أمير الشعراء.. وكان كلاهما شيخاً قد أحدودب ظهره.. فابتسمت أم كلثوم وقالت: أنا الآن بين قوسين، ومن نكاتها الأخرى أنها قالت ذات يوم للموسيقار «القصبجي»: - أنت مواظب على صبغ شعرك لإخفاء الشيب وإخفاء حقيقة سنك، ومع ذلك فجميع المصريين يعرفون أنك تجاوزت الستين، فمن هم الذين تطمح في أن تغشهم؟ فقال «القصبجي»: أبناء الأقطار الشقيقة. مع تمنياتي للقراء جميعاً بعام سعيد.