منذر الهزاع

أوضحت المستشارة القانونية والمتخصصة في الثقافة الحقوقية نورة القحطاني لـ«الوطن» أن موضوع الابتزاز من القضايا المهمة التي تحتاج لتسليط الضوء عليها ولتثقيف المجتمع بخطورة هذه الجريمة، لا سيما مع انتشار التقنية وبرامج التواصل الاجتماعي. جاء ذلك خلال لقاء تعريفي على مفهوم الابتزاز وأنواعه وآثاره النفسية والاجتماعية والجنسية، والأخطاء التي تتسبب في وقوع الضحية في جريمة الابتزاز، وطرق التخلص من المجرم والتبليغ عنه، والعقوبات المحددة نظاما على مرتكب جريمة الابتزاز.

مبادرة لحماية الفتيات 
قالت القحطاني إنها قامت بمبادرة منذ عام 1436 بعنوان «حماية الفتيات من الابتزاز التقني» قدمت من خلال دورات لأكثر من 10 آلاف مستفيدة، بالتعاون مع مدارس التعليم والعالي، وجمعية مكنون، ولجان التنمية الاجتماعية، وشهدت من خلالها إقبالا متزايدا على طلب تقديم مثل هذه الدورة للفتيات، للاستفادة من المعلومات القانونية التي تقدم لهن.
وأضافت أنها أوضحت من خلال المبادرة التي بدأتها منذ أكثر من سنتين مفهوم الابتزاز، وماذا يشمل، وطرق الحماية من الابتزاز التقني تتلخص في أربع نقاط مهمة، وهي بالوعي الديني والقانوني والحقوقي والتقني، وأنشأت خلالها وسما على موقع تويتر بعنوان #حماية_الفتيات_من_الابتزاز، مشيرة إلى أنها تطمح في تبني هذه المبادرة رسميا لتعظيم الفائدة منها.

ابتزاز جنسي
أوضحت القحطاني أن الإحصائيات الرسمية لإحدى الجهات الحكومية لعام 2016 بينت أن مطالب المبتزين تتراوح بين مطالب جنسية ومالية ومطالب أخرى، حيث تصدرت المطالب الجنسية بنسبة 74 %، ثم المطالب المالية بـ14 % والمطالب الأخرى بـ12 %، وتتضمن الأخيرة التحكم بالضحية، والسيطرة عليها، وطلب التنازل عن المؤخر، أو التنازل عن قضية في المحكمة، أو شكوى لدى مراكز الشرط، أو تنفيذ أمور أخرى.

جرائم معلوماتية 
بينت المستشارة القانونية أن «المملكة أصدرت نظاما خاصا بالجرائم المعلوماتية عام 1428، ويتضمن 16 مادة لتصنيف الجرائم، والعقوبات المترتبة عليها، ومن بين بنوده إساءة استخدام التقنية، والعقوبات تراوحت بين السجن والغرامة المالية، وفي ذلك ردع للمجرمين. 
ولتفادي الوقوع في الابتزاز التقني في مواقع التواصل الاجتماعي نصحت بالحذر من التجاوب مع أشخاص مجهولي الهوية، والاتزان بردات الفعل خلال التعاملات الإلكترونية، وعدم نشر المعلومات الشخصية ومنها الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي».

قصص واقعية 
ذكرت القحطاني قصصا واقعية للابتزاز واجهتها خلال عملها، وقالت إن «فتاة عمرها 10 سنوات كانت أصغر فئة عمرية تتعرض للابتزاز، وذلك من خلال أحد تطبيقات الألعاب، وطلب منها المبتز أن تأخذ أموالا من والديها وتسلمها له، وأصيبت الفتاة بحالة نفسية سيئة أثرت على مستواها الدراسي، ولاحظ والداها ذلك، ومن خلال جلسات نفسية اكتشفنا قصة هذه الفتاة وما فعله الابتزاز التقني بها، وبالتنسيق مع الجهات الأمنية تم القبض على المبتز».
وأضافت أن «من صور الابتزاز التقني مبتزًّا أخذ معلومات فتاة عن طريق اختراق الكمبيوتر الخاص بها، وسرق صورها وقام بتركيبها على صور أخرى، وبعد معرفته بحصولها على وظيفة رسمية طلب منها 5 آلاف ريال، ثم طلب منها بطاقة الصراف، وراح يستولي على راتبها لمدة سنتين، وعندما تقدم شاب لخطبتها طلب المبتز منها أن تعطيه المهر كاملا، وانتهى الأمر بإلغاء الزواج، وبعد 4 سنوات من الابتزاز ساءت حالتها النفسية، وتراكمت الديون عليها، وبعد أن تواصلت مع الجهات المختصة تم القبض على المبتز وإنهاء معاناة الفتاة».