جاسر عبدالعزيز الجاسر

 يظهر ملالي إيران من جديد عدم قدرتهم على تفهم توجه الإدارة الأمريكية الجديدة بعد تسلم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مهامه الرسمية، إذ لا يزال الملالي يعيشون في عقلية مرحلة «العسل» التي عاشوها مع الرئيس الأمريكي السابق باراك بن حسين أوباما الذي أطلق إجرام ملالي إيران الإرهابي في المنطقة، ومنحهم ما لم يحظَ به أي نظام إيراني بما فيه نظام شاه إيران الذي كان يسمى بـ»شرطي الخليج»، فيما حاز ملالي إيران بجدارة على لقب «إرهابيو الخليج».

هذا النظام الإرهابي لم يستوعب التغير الذي حصل في واشنطن التي استبدلت رئيسها المتواطئ معهم برئيس لا يقبل بأي عمل أو تصرف يستهين بالقوة الأمريكية ولا يرضى أن تتحداه دولة أو نظام، خاصة إذا كانت تلك الدولة دون مستوى التحديات لدولة هي أعظم وأكبر قوة في العالم، والذي يقرأ بتمعن خيارات وتعيينات الرئيس الأمريكي ترمب لأعضاء الإدارة الأمريكية الجديدة من وزراء ومستشارين، الذين جميعهم يشاركون الرئيس نظريته وفلسفته في جعل الولايات المتحدة الأمريكية دولة مهابة لا يمكن تجاوزها أو حذفها، ومن ضمن إدارة ترمب شخصيات تعرف سلوك النظام الإيراني وأساليب ملالي إيران، وبالذات وزير الدفاع ومستشار الأمن القومي، وكلاهما سبق وأن تعاملا مع النظام الإيراني إبان خدمتهما العسكرية.

كل هذه المستجدات والإشارات التي تصدر من واشنطن يواصل نظام طهران وملالي إيران غيهم وتهديدهم لأمريكا ظناً منهم بأن أسلوب التحدي سيجعل ترمب يجفل ويتراجع، وتمثل تحدي الملالي وعدم تقديرهم العواقب الأمريكية في إجرائهم تجربة صاروخية لاختيار صاروخ كروز قادر على حمل الرؤوس النووية «رغم نفي طهران قدرته على حمل الرؤوس النووية»، وهذا النفي لم يجدِ نفعاً بعد تأكد المصادر الأمريكية والأوروبية من دقة معلوماتها وخطورة ما قامت به طهران التي رافق فعلتها تلك الهجوم الإرهابي الذي نفذته مليشيات الحوثيين بتوجيه ومشاركة من ضباط الحرس الثوري الإيراني الذين يديرون معاركهم في اليمن، باستهداف فرقاطة سعودية حربية قبالة ميناء الحديدة الذي أسفر عن استشهاد جنديين سعوديين جراء اصطدام «الزورق الانتحاري» الإيراني الذي زود ملالي إيران مليشيات الحوثيين به ضمن مجموعة من الزوارق المخصصة لمهاجمة البوارج البحرية في البحر الأحمر والخليج العربي.

العمل الإرهابي في مياه البحر الأحمر، والخرق الفاضح للاتفاقية النووية مع الغرب، والاستمرار في إجراء التجارب الصاروخية التي أرادها النظام الإيراني «اختباراً» لجدية الإدارة الأمريكية الجديدة، قوبلت برد فعل سريع وقوي من هذه الإدارة، إذ وجهت واشنطن تحذيراً رسمياً قوياً لنظام إيران يوم الأربعاء على خلفية التجربة الصاروخية والهجوم الذي شنه عملاؤهم الحوثيون على الفرقاطة السعودية في البحر الأحمر.

واشنطن وعبر مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل فلين، اعتبرت الخطوتين سلوكاً واضحاً للمجتمع الدولي من الذين يحكمون إيران المقوض للاستقرار في الشرق الأوسط.

مايكل فلين خلال مؤتمر صحفي، وجّه «تحذيراً» رسمياً لإيران من اليوم، معتبراً أن التجربة الصاروخية تتعارض مع قرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي ينص على عدم قيام إيران بأي نشاط يتعلق بالصواريخ البالستية، كما أكد أن واشنطن تعتبر الهجوم على الفرقاطة السعودية الذي تزامن مع إجراء التجربة الصاروخية عملان في سلسلة الحوادث التي نفذها نظام إيران التي تؤكد أن هذا النظام يهدد استقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط.

التحذير الأمريكي هذا بمثابة إشعال «المصباح الأحمر» في وجه ممارسات ملالي إيران الإرهابي الذي عطل زره أوباما وأعاده للعمل ترمب.