واشنطن - هديل عويس

يكثر الحديث في العاصمة الأمريكية واشنطن عن وجود مساع حقيقية من إدارة الرئيس دونالد ترامب تهدف إلى صدع العلاقة بين إدارة الرئيس فلاديمير بوتين والنظام الإيراني، وكان أول من أخرج هذا الحديث إلى العلن هو صحيفة "الوول ستريت جورنال" والتي نشرت في عددها الصادر في يوم الاثنين السادس من شهر فبراير، خبراً يتحدث عن تبني الرئيس ترامب لعدد من الخطط الهادفة إلى قطع التحالف العسكري والديبلوماسي بين روسيا وإيران، وذلك بهدف إنهاء الحرب الدائرة في سورية والقضاء على تنظيم داعش.

وقامت صحيفة "الهيل" والتي تصدر في العاصمة واشنطن والمعروفة بتأثيرها على أعضاء مجلسي الشيوخ والممثلين في أمريكا بتأكيد الخبر في عددها الصادر في السابع من شهر فبراير، حيث اعتبرت الصحيفة أن إمكانية حصول الفراق بين البلدين هو أمر جائز جداً، ذلك أن البلدين ووفقاً للصحيفة يتنافسان استراتيجياً على قضايا كثيرة، كما ذكّرت الصحيفة الإدارة الامريكية بكل الخلافات والصدامات التي وقعت في تاريخ العلاقة بين روسيا وإيران، والتي أدت كلها إلى مكاسب روسية على حساب إيران، ورأت صحيفة "الهيل" أن التنافس بين البلدين في مواضيع عدة مثل النفوذ في بحر قزوين، والتنافس في مجال الطاقة إضافة إلى النفوذ في سورية تلعب دوراً مهما في عملية الافتراق الروسي الإيراني.

ووفقاً "للهيل" فقد بدأت علامات الابتعاد عن إيران تظهر على الطرف الروسي، خاصة بعد اتفاقيات وقعتها روسيا مؤخراً مع منظمة الأوبك، حيث أكدت الصحيفة أن الإتفاقيات لم تكن لتوقع لولا تحسن العلاقات الروسية السعودية.

وفي اتصال مع الدكتور "هارولد روود" وهو مسؤول سابق رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأمريكية لمدة ثمانية وعشرين عاماً، بطلاقة أكد لصحيفة "الرياض" أن "العلاقات الروسية الإيرانية كانت دائما متوترة وأن الروس تمكنوا من الانتصار على الإيرانيين في مواضيع عديدة، حتى أن الكثير من الجمهوريات مثل أذربيجان، جورجيا، وأرمينيا، والتي ضُمت لاحقاً للاتحاد السوفيتي يعتبرها الكثير من الإيرانيين أراضٍ إيرانية، ويرون أن وجودها تحت السيطرة الروسية هو ذل كبير لإيران".

ويضيف روود" عملت إيران على دعم التيارات الدينية المتطرفة في روسيا في السابق، كما أنها تدعم تيارات الإرهاب الطائفي في سورية، لذا فإن وصول ترامب إلى سدة البيت الأبيض، ووجود موقف أمريكي قوي و مناهض لإيران بشكل واضح، ولكل تيارات التطرف سواء كان سني أم شيعي قد يدفع بوتين إلى الوضوح أكثر في تحديد من هو الخطر الحقيقي على الأمن الروسي".

أمام هذا الواقع والعقوبات التي فرضها ترامب على إيران وتوعده نظامها بعقوبات أشد، في الوقت الذي نراه يمتدح الرئيس بوتين وتعمل إدارته على تسريب أخبار تتعلق بنيتها رفع بعض العقوبات المفروضة على روسيا، يبدو أن النظام الإيراني يتجه نحو عزلة خانقة يفرضها عليه وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، وما يعنيه هذا من بروز تحالفات جديدة في المنطقة.