إيهاب كاسب 

في مرحلة لاحقة لتأسيس الملتقى الثقافي الفني «ماغنوليا» في ضاحية الزمالك غرب القاهرة، كمشروع شبابي نسب اسمه إلى زهرة تنبت في جنوب شرق الولايات المتحدة ويرمز بها الأدباء الى تعدد الخيوط في أعمالهم، انطلقت فرقة «فيرونوليا» من رحم المكان الذي احتلت فيه المطربة اللبنانية فيروز موقعاً أساسياً عبر أمسيات تتحدث عنها وتردد أغانيها إلى أن نظم ذلك الحضور في «فرقة غنائية تحمل اسمها وتعيد تقديم أغانيها بتوزيعات جديدة».

بين أروقة المكان المرصع بمجموعة من الصور لعظماء الفن ورواد الأدب من مختلف الجنسيات، إضافة إلى معارض وحفلات غنائية وعروض مسرحية وأفلام أوروبية وأميركية وشرقية يتم اختيارها وفق معيار القيمة الفنية، تأسست الفرقة «الأولى من نوعها، فلا توجد في الوطن العربي فرقة غنائية تحمل اسم فيروز لتقديم أعمالها الفنية المختلفة إلى الجمهور لا سيما فئات الشباب والمراهقين، تخليداً لدورها وقيمة ما قدمته للشعب العربي» وفق ما تقول إحدى مؤسسات الملتقى الثقافي ريم شوقي (28 سنة).

وتضيف: «رافقتنا فيروز منذ تأسيس مشروعنا الثقافي، قدمنا أعمالاً عدة لها بين الغناء والتمثيل فضلاً عن فيلم يحكي قصة حياتها إلى أن قررنا تأسيس الفرقة التي استغرقت وقتاً في البحث عن صوت مناسب يحمل بعض سمات الصوت الفيروزي وتميزه، ومع ذلك تكون له شخصية مستقلة إلى أن التقينا أمنية (27 سنة) التي رغم امتلاكها صوتاً جميلاً مميزاً لم تمارس الغناء قبل الفرقة، إلا كهواية واندمجت في سوق العمل، غير أن عشقها لفيروز دفعها إلى الانضمام الينا».

واجهت فرقة «فيرونوليا» تحديات عدة: ضآلة عدد الفرقة (خمسة أعضاء) منهم المغنية أمنية وعازف الغيتار جون غطاس وعازف الفلوت محمد ويف، وعبدالرحمن أبو هديمة، ما حال دون تقديم عدد من الأغنيات في أولى حفلات الفرقة وفقاً لمؤسستها ريم شوقي. وتضيف: «قدمنا الحفلة الأولى في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في المعهد الفرنسي بالقاهرة، بحضور السفير الفرنسي وأعضاء من الجالية الفرنسية واللبنانية في مصر وعدد من الشخصيات العامة والجمهور، وعلى رغم سعة المكان التي لا تزيد على 200 شخص إلا أن أعداد الحضور زادت على 400 شخص»، موضحة أن التحضير للحفلة الأولى استغرق7 أشهر، والتدريبات أنجزت مرتين أسبوعياً، علماً أن البروفة الواحدة كانت تمتد لأكثر من خمس ساعات.

وتقول مؤسسة الفرقة: «نعلم حجم المخاطرة في الإقدام على تأسيس فرقة تحمل اسم فيروز، لذلك حرصنا على ألا تدخل الفرقة في مقارنة مع السيدة صاحبة المقام الرفيع، ومن ثم اتخذنا قراراً بضرورة ألا نقلد أداءها لا على مستوى الصوت ولا طريقة الغناء فالجمهور لن يقبل ذلك، لذلك نقدم أغنيات فيروز بأسلوب وتوزيع خاصين من دون تغيير في الألحان».

وتتمنى شوقي أن «تسهم فرقتنا في إعادة إنتاج أعمال فيروز بطريقة شبابية للمحافظة على هذا التراث وأن تكون سبباً في أن تصل تلك الأعمال إلى فئات لم تعاصرها، لا سيما أنها قدمت مئات الأغاني». قدمت الفرقة في حفلتها الأولى 12 أغنية منها «البنت الشلبية»، «لو كان قلبي معي»، «وحدن»، «بتذكرك»، «بيت صغير بكندا»، «سهر الليالي»، «عهدير البوسطة»، «اعطيني الناي وغني»، «بقطفلك»، «يا أنا أنا»، «آخر أيام الصيفية»، فيما تعمل الفرقة حالياً على إضافة 5 أغنيات جديدة على قائمتها.