لا تعد رئيس السوق المالية السعودية (تداول) سارة السحيمي، والرئيس التنفيذي لمجموعة «سامبا» المالية رانيا نشار، السعوديتين الوحيدتين اللتين تتبوآن مناصب قيادية في القطاع المالي والمصرفي في المملكة، فهناك سعوديات أخريات لسنا أقل كفاءة ويسهمن في إدارة رؤوس أموال تفوق الـ85 بليون ريال.

وإذا كان خبرا تعيين السحيمي ونشار في منصبيهما شغلا الرأي العام ومواقع التواصل خلال الأسبوع الماضي، فإن لهما في «الممر المصرفي» الذي عبرتاه إلى القمة، زميلات كثيرات أحصت «الحياة» ست قياديات منهن في خمسة من أكبر مصارف السعودية. ففي «بنك الرياض» الذي يبلغ رأسماله 30 بليون ريال، تشغل سيدتان منصبين قياديين هما: نائب الرئيس التنفيذي للعمليات إنجي غزاوي، ورئيس مجموعة الالتزام لمياء الفوزان. وإذا كانت غزاوي أول سعودية تتولى هذا المنصب منذ العام 2014، فإن الفوزان تدرجت في السلم الوظيفي منذ انضمامها إلى البنك في 2005 حتى تولت مهمات رئاسة المجموعة.

وفي «بنك الجزيرة» الذي يبلغ رأسماله أربعة بلايين ريال، تشغل سيدتان منصبين قياديين هما: رئيس مجموعة الالتزام منى الشقحاء منذ العام 2013، ونائب الرئيس للثروة البشرية في «الجزيرة تكافل» نسرين بنجر منذ 2014، وبدأت الشقحاء مسيرتها المهنية منذ 1996، إذ شغلت مناصب عدة في مصارف مختلفة.

وفي «البنك الأهلي» الذي يبلغ رأسماله 20 بليون ريال، تشغل منصب رئيس المجموعة المالية لما غزاوي منذ العام 2013، وهي تحمل درجة البكالوريوس في المحاسبة من الجامعة الأميركية في بيروت، وحاصلة على الزمالة الأميركية لهيئة المحاسبين القانونيين، وانضمت للبنك الأهلي في 2003. وفي «البنك الأول» الذي يبلغ رأسماله 11.4 بليون ريال، والذي كان يعرف سابقاً بـ«السعودي الهولندي»، تشغل منصب نائب رئيس مجلس الإدارة سيدة الأعمال لبنى العليان منذ العام 2014، وهي حاصلة على شهادة الماجستير في مجال إدارة الأعمال من جامعة إنديانا في الولايات المتحدة الأميركية، وتشغل حالياً منصب الرئيس التنفيذي الأعلى لمجموعة شركات العليان، وهي عضو في اللجنة التنفيذية للمجلس العربي للأعمال، وعضو مجلس أمناء مؤسسة الفكر العربي، وتعد من أشهر سيدات الأعمال في السعودية.

وفي مجموعة سامبا المالية (سامبا) والتي يبلغ رأسمالها 20 بليون ريال، عينت رانيا نشار أخيراً، رئيساً تنفيذياً للمجموعة بعد أن أعلن ذلك رئيس مجلس إدارة المجموعة عيسى العيسى في 19 شباط (فبراير) الجاري. ولدى نشار خبرة في الأعمال المصرفية تمتد إلى حوالى 20 عاماً، تبوأت خلالها مناصب قيادية في المجموعة. وكانت نشار أول سعودية تحصل على شهادة اختصاصي معتمد في مكافحة غسل الأموال من جمعية اختصاصيي مكافحة غسل الأموال المعتمدين من الولايات المتحدة الأميركية، وتشغل عضوية مجلس الإدارة في بنك «سامبا» المحدود في باكستان، وشركة «سامبا» للأسواق العالمية المحدودة. وانتخبت سارة السحيمي رئيساً لمجلس إدارة شركة السوق المالية السعودية (تداول)، وتعد هذه المرة الأولى التي تتولى فيها امرأة هذا المنصب منذ تأسيس الشركة العام 2007 بقرار من مجلس الوزراء، وتعد «تداول» من الأكبر شرق أوسطياً في القيمة السوقية والـ21 على مستوى العالم، من خلال تداول 283 مليون سهم يومياً بمعدل 71 بليون سهم سنوياً، وقيم تداول تصل إلى 8.5 بليون ريال يومياً أي ما يعادل تريليوني ريال سنوياً. وتشغل السحيمي حالياً منصب الرئيس التنفيذي لشركة الأهلي كابيتال الذراع الاستثمارية للبنك الأهلي التجاري أكبر مصرف في المملكة لناحية قيمة الأصول، وكانت تشغل من قبل منصب رئيس إدارة المحافظ في جدوى للاستثمار في السعودية.

يذكر أن أقل التقديرات للثروات التي تملكها السعوديات قدمها البنك الدولي في العام 2016، إذ أشار إلى أن ما يملكنه يتجاوز 45 بليون ريال. فيما أكدت دراسة أصدرها صندوق النقد الدولي في العام 2013، أن حجم الأموال الراكدة لدى المصارف للسيدات السعوديات بلغ 65 بليون ريال. غير أن الأمين العام لمجلس الغرف السعودية المهندس خالد العتيبي قدّر في 2015، إجمالي الإيداعات لسيدات الأعمال في المصارف المحلية بحوالى 375 بليون ريال.