لندن - في لندن وباريس والقاهرة والرياض ودبي يبحث الآلاف من السائقين يوميا عن مساحات شاغرة لصف السيارة وسط زحام المدينة.

وتستغرق العملية المعقدة وقتا طويلا يسهم في زيادة معدلات تلوث الهواء وضياع الوقت على السائق وعلى المجلس المحلي، الذي يستخلص رسوم أماكن صف السيارات، وتضيع عليه فرصة الحصول على أموال طائلة.

ويقضي السائقون في بريطانيا ما يعادل أربعة أيام كل عام في البحث عن مكان لصف السيارة، وحوالي 6 دقائق في كل مرة يقررون فيها استقلال السيارة.

ويقول الاتحاد البريطاني لصف السيارات إنه كلما طال وقت البحث عن مكان شاغر، كلما دفع سائقو السيارات مبالغ أقل للمجلس المحلي لقاء صف سياراتهم.

واستثمرت مجالس محلية الملايين من الدولارات في البحث عن حلول لمشكلة صف السيارات. وعملت شركة التكنولوجيا “باركوبيديا” في لندن على تصميم تطبيق يعمل على الهواتف الذكية ويظهر للسائق كل الأماكن القريبة المتاحة لصف السيارة.

ومنذ عام 2007 تمكنت الشركة من جمع كمية كبيرة من المعلومات، كحجم المساحات المتاحة لصف السيارات والوقت الذي تبدأ فيه أجهزة تحصيل الرسوم في العمل وانسيابية حركة المرور في الشوارع القريبة.

ويتكون فريق الشركة من أربعة باحثين يعملون على تطوير خوارزميات يمكنها توقع إمكانية أن يصبح مكان مخصص لصف السيارة متاحا قبل وصول السائق.

وتقوم فكرة التطبيق الأساسية على زرع مجسات دقيقة في أماكن صف السيارات بجوار الرصيف، إذ يمكنها إرسال إشارات حول ما إذا كانت هناك سيارة تشغل هذه المساحة الآن.

وتصل إشارات المجسات إلى نظام مركزي تم توصيله بتطبيق الهواتف الذكية ولوحات إلكترونية موزعة في أجزاء المدينة.

وظهرت تكنولوجيا صف السيارات للمرة الأولى في حي ويستمنستر وسط لندن عام 2014، وفي البداية غطت حوالي 3 آلاف مساحة، قبل أن يوفر المجلس المحلي للمدينة على التطبيق 7 آلاف مكان آخر.

واستعانت مدينة كارديف عاصمة ويلز أواخر عام 2015 بالتكنولوجيا نفسها.

ويقول جيم شورت، مدير المبيعات في شركة “سمارت باركينغ” المسؤولة عن المشروع في ويستمنستر وكارديف “حجم المعلومات المتاحة يوفر حلا للمشكلة. مجسات رصد التلوث لا تقوم سوى برصد المشكلة دون تقديم حلول لها. ومجسات صف السيارات ترصد المشكلة وتخبرك بالحل”.

وأكد شورت لصحيفة “أندبندنت” البريطانية “لنأخذ منطقة ويستمنستر مثالا، شغل أماكن صف السيارات يتم بنجاح بنسبة تصل إلى 70 بالمئة بغض النظر عن الزحام أو التوقيت”.

وستصبح تكنولوجيا صف السيارات شائعة خلال الأعوام المقبلة.

ولا يستبعد محللون انطلاق الخدمة في دول عربية عدة تعاني من ازدحام المدن الكبيرة بالتزامن مع تعميمها في كل المدن البريطانية.

ويقول شورت “صرنا نستخدم التطبيقات الذكية لفعل كل شيء. اليوم توقف الناس عن الاتصال بمطعم لطلب البيتزا، وباتوا يستخدمون التطبيقات كبديل عملي. قريبا ستصبح فكرة أن تقود سيارتك بحثا عن مكان شاغر لصفها غريبة، وستصبح مثل الاتصال بالمطعم لطلب وجبة”.

وتسعى شركات تكنولوجيا أخرى إلى بناء برنامج في السيارة يقوم بعمل التطبيق، دون حاجة السائق إلى متابعة هاتفه الذكي أثناء القيادة، وهو ما قد يعرض حياته للخطر.

وكشفت شركة فورد الأميركية عن خططها لعام 2018 التي تتبنى تكنولوجيا تجعل من صف السيارة عملية سهلة وسريعة. وتعتمد تكنولوجيا فورد على المجسات، بالإضافة إلى مقاطع مصورة تظهر الأماكن الشاغرة.

ويتطلع محللو التكنولوجيا إلى أبعد من ذلك. ويقول أيلون موسك إن سيارات ذاتية القيادة ستصبح أمرا واقعا في شوارع المدن البريطانية بحلول عام 2023، وستعتمد تلقائيا على قدرتها الذاتية لتحديد أماكن الصف الشاغرة، وستذهب إليها من تلقاء نفسها.