عبدالحميد الأنصاري

 انطلقت في الفترة 12 - 14 فبراير، الدورة الخامسة لـ(القمة العالمية للحكومات) بشعار رئيسي (استشراف حكومات المستقبل) وبعنوان معبر عن مضامين استشرافية (أسئلة الغد نجيب عليها اليوم) نظمت القمة، والتي تعد إحدى أهم مؤسسات استشراف المستقبل الدولية، بمدينة جميرة، بدبي، بحضور 150 متحدثًا لـ114 جلسة، و4 آلاف شخصية إقليمية وعالمية من 139 دولة، بهدف حشد أكبر تجمع دولي لخبراء ومتخصصين في مجالات: السعادة، والتغير المناخي، والأمن الغدائي، والشباب العربي، وتوفير منصات مناسبة لإجراء حوارات ونقاشات، تؤسس لحراك عالمي يجمع أكبر الشخصيات العالمية والمنظمات الدولية، لمناقشة التحديات المستقبلية: العولمة والتعليم والصحة والتنمية المستدامة، وتشمل قائمة الشركاء مع القمة، أبرز المنظمات الدولية: البنك وصندوق النقد الدوليين، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والمنتدى الاقتصادي العالمي، والبنك الإسلامي للتنمية، والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، ومنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، الخ... طبقًا لمحمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، ورئيس القمة... هذه الأسئلة المطروحة على جدول الأعمال، أسئلة حيوية وشاملة، وتعد بحق أسئلة الغد، التي ينبغي الاستعداد لتحدياتها من اليوم، إذا أردنا أن يكون لنا موقع في عالم الغد، فالانشغال بالمستقبل والاشتباك معه، لم يعدْ ترفًا، أو حكرًا على دولة دون أخرى، بل أصبح ضرورة تفرضها المتغيرات المتسارعة في العالم، وفي ميادين كثيرة، طبقًا لما ذكره القرقاوي، في تصريحه، والحقيقة أن هذه الأسئلة المستقبلية، تعد هي (أسئلة القرن 21) التي ستستمر حاكمة لمجريات القرن الحالي، ومن هنا، ينبغي على مجتمعاتنا، المسارعة إلى مراجعة أوضاعها العامة كافة: الثقافية والتعليمية والتشريعية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، للتهيئة وإعداد العدة لمواجهة التحديات المقبلة، وهي تحديات لا تقوى على مجابهتها إلا مجتمعات عالمة ومتعلمة ومبتكرة، تعتمد استراتيجيات بعيدة المدى، تنفتح على العصر وعطاءاته، بقوة وفاعلية، ولا تظل أسيرة الموروثات الثقافية الماضوية، تجترها وتعيد إنتاجها، وتدور في حلقة مفرغة، يجب علينا جميعًا: آباء ومربين ودعاةً ووعاظًا وكتابًا ومفكرين، أن نرسخ في نفوس وعقول أبنائنا، أن حلول الماضي، كانت صالحة للماضي، ولن تجدي نفعًا مع التحديات المعاصرة والمستقبلية، لأن لكل عصر تحدياته وحلوله، وما صلح في الماضي، لن يصلح للحاضر، هذا قانون كوني، فلنكف عن تمجيد الماضي وتقديس رموزه، إذ لم ينتج عن هذا التمجيد والتقديس، إلا عقولاً لا تحسن التفكير المستقبلي، وذهنيات تقليدية لا تجيد الإدارة العصرية الكفؤة، أبرز هذه الأسئلة الحاكمة:
1. كيف نستأنف حضارتنا العربية؟
2. كيف نستمتع بالحياة بانسيابية؟
3. ما هو مستقبل الغذاء؟
4. هل الأنظمة التعليمية مدمرة للمواهب؟
5. كيف تسهم الألعاب في التعليم واكتساب المهارات؟
6. هل نعيش نهاية العولمة؟
7. كيف تتكيف الحكومات مع عالم سريع التغير؟
8. هل ستقودنا التكنولوجيا إلى عالم بلا حدود؟
9. ما هي الاتجاهات العالمية للتكنولوجيا الرقمية؟
10. ما هو تأثير التغير المناخي على مستقبل الأمن الغذائي في العالم؟
11. ما هو مستقبل الطاقة النووية؟
12. ما هو دور الصحة النفسية في تحقيق رفاهية المجتمع؟
13. ما هو مستقبل المساعدات الإنسانية؟
14. كيف للحكومات الموازنة بين الخصوصية والازدهار؟
15. كيف تعالج الحكومات ظاهرة التطرف؟
16. هل القرن الـ21 نقطة تحوّل في تاريخ البشرية؟
17. ما هي صفات قائد المستقبل؟
18. ما هي السيناريوهات التي ستغيّر الحكومات خلال المئة سنة القادمة؟
إضافة إلى مواضيع أخرى حول: التعايش المشترك، والشباب سفراء المستقبل، ودور المبتكرين في قيادة ثورة عالمية، وتصميم مستقبل أفضل للطعام، وأيدلوجية الجهل، وصناعة السخط والتطرف، ورحلة في أعماق أخطر العقول، والنموذج المستقبلي للتعليم، والتجربة اليابانية في التعليم، ومفاهيم السعادة ومؤشراتها ومقاييسها، ومستقبل النقل داخل المدن، ومسرعات المعرفة، والحوكمة والقانون، وغيرها من التساؤلات والمواضيع المنشغلة بالغد.
ختامًا: لن يتسع المجال لعرض خلاصات الأوراق المقدمة، لكن يمكن الاطلاع عليها، عبر الموقع الالكتروني للقمة.