شملان يوسف العيسى

 التنظيم الإرهابي المتطرف داعش ينشر بلاءه في كل مكان، ولقد رأينا ما فعله مؤخرا في العريش بسيناء في مصر، حيث أرعب الناس وقتل 8 أقباط مدنيين مسالمين، مما دفع بالأمن المصري إلى أخذ بعض السكان إلى أماكن أخرى بحثاً عن الأمن والأمان.


يعود قلق المسيحيين إلى تزايد وتيرة العنف الذي تستخدمه الجماعات الإرهابية لزعزعة الاستقرار في سيناء، مما أدى إلى الاصطدامات الدموية بين السلطات الأمنية والجماعات الإرهابية فيها. والواقع أن هذه الجماعات الإرهابية لا تفرق في القتل بين مسيحي ومسلم، بل تقتل الجميع.
نحن العرب المؤيدين لأمن واستقرار مصر قلقون كذلك على تكرار موجة العنف والتعصب هذه، وما يحصل في مصر اليوم هو امتداد طبيعي لما يحدث في كثير من مناطق الوطن العربي، حيث ينتشر الإرهاب في كل من العراق وسوريا وليبيا وغيرها، لذا فلا بد من البحث عن حلول عقلانية رشيدة عمادها مفهوم المواطنة واحترام حقوق الإنسان، وترسيخ مفهوم العدالة والمساواة وعدم التمييز بين المواطنين، لقطع الطريق عن هؤلاء الإرهابيين، والحيلولة بينهم وبين تجنيد عملاء لهم داخل الناس.
السؤال: لماذا تفاقمت أزمة الطائفية في الوطن العربي؟ هنالك أسباب كثيرة أهمها ضعف المعالجة، وتفشي حالة العنف والقهر والاستبداد هو الذي يبرز التوترات ويفجر الاحتقانات في مواضع ومناطق عديدة في العالم أجمع.
لماذا ركز تنظيم داعش على مهاجمة مصر أخيراً؟ هل السبب يعود إلى هزيمتهم في العراق بعد معارك الموصل ومحاصرة دول التحالف الغربي لهم في منطقة الرقة، وهروب بعض أنصارهم إلى ليبيا ودخولهم عن طريقها إلى مصر. أم أن السبب يعود إلى وجود بيئة حاضنة للإرهابيين من أنصار داعش في سيناء؟ لقد قامت عناصر ولاية سيناء في تنظيم داعش بالترهيب في شوارع مدينة العريش كبرى مدن محافظة شمال سيناء، حيث قاموا بتحطيم كاميرات المراقبة واقتحام المحال، وتوزيع منشورات تتوعد السكان بالرحيل أو الموت... ما حصل يدل دلالة قاطعة على وجود بيئة حاضنة لإرهابيي «داعش» في منطقة العريش، أي أن هناك بالإضافة إلى الخلايا النائمة متعاونين مع هؤلاء الإرهابيين يدلونهم ويخبرونهم.
نأمل أن يجد الخطاب السياسي الذي ألقاه القادة في مصر والداعي إلى التهدئة والوحدة الوطنية، وكذلك دعوة رجال الدين الإسلامي والمسيحي حول الالتزام بالأخلاق وجوهر الدين الإسلامي والمسيحي آذانا صاغية، فما نحتاج إليه اليوم هو أن تكون هناك صرامة في التعامل مع هؤلاء المجرمين الذين أفسدوا حياتنا، وبثوا الرعب في كل مكان.
الاختلافات العقائدية والسياسية والفكرية تزداد اتساعاً حينما تتراجع خطوات التفاهم في المجتمع، وتغيب نقاط الالتقاء والتواصل بين الفرقاء المختلفين.
مرة أخرى نتساءل: ماذا يريد الإرهابيون من مصر؟ ولماذا يرهبون الناس الأبرياء؟ ونحن نعلم أنهم لن ينجحوا في مسعاهم، لكنهم يعملون على كبح عجلة التقدم.
هذا يعني أن الإرهابيين من جماعة داعش لا يعرفون أي شيء عن مصر وطبيعة نظامها السياسي ومعدن شعبها، إننا لا نبالغ إذا أكدنا أننا نحتاج لقوانين صارمة ينبغي أن يكون الناس تحتها سواسية كأسنان المشط، حيث لا يستطيع فرد مهما كان، التعدي على الآخر كونه يختلف عنه في آرائه ومعتقداته، قوانين يكون فيها القضاء العادل هو الحاسم للأمور ضمن مؤسسات الدولة الحديثة التي ينبغي أن يحترمها الجميع.. . .