شدد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد العيسى على أن التطرف الإرهابي المعاصر المحسوب على الإسلام ليس له مدرسة دينية معينة؛ لأنه عبارة عن خليط من دول عدة، بلغ في آخر إحصاء أكثر من 100 دولة، جنَّد منها أكثر من 45 ألف مقاتل، ينحدرون من اتجاهات فكرية متعددة لهدف واحد.

وأضاف في كلمته، التي ألقاها خلال مؤتمر استضافه البرلمان الأوروبي في بروكسيل، في حضور كبار المسؤولين من البرلمانيين والسياسيين الأوروبيين، وعدد من أتباع الديانات والثقافات الأوروبية، «مع حرص الإرهاب الشديد على أن يستقطب مزيداً من عناصره من السعودية؛ نظراً إلى ما تُمثله من ثقلٍ ووزنٍ إسلاميٍّ وسياسيٍّ كبير إلا أنه خسر في هذا الجانب في شكل كبير». وأشار العيسى إلى أن التطرف الإرهابي يزايد على أن بعض أتباعه هم من أرض الحرمين الشريفين، لكنه «لم يلتحق به من أرض الحرمين الشريفين، بحسب الإحصاءات المؤكدة، إلا أعداد أقل من غيرها بكثير، بل التحقت به أعداد غفيرة كانت قبل انضمامها إليه ضد المفاهيم الإسلامية للمملكة، وماتزال تحارب الفكر الإسلامي المعتدل للمملكة، تحكي ذلك وثائق التطرف المسجلة على خليطه المتعدد في مواقع التواصل الاجتماعي».

ولفت إلى أن التطرف الإرهابي لم يوجِّه حملاتِه الإجرامية اليائسة ورسائله الفكرية المعادية والمكفرة إلى أية جهة مثلما وجهها للمملكة، ولم يتلقّ التطرف الإرهابي ملاحقات أمنية ناجحة، ومواجهات فكرية دخلت في تفاصيل آيديولوجية التطرف، كما لم يتلق حشداً للجهود والتحالفات ضده، مثلما تلقاها من المملكة، التي أقامت في العام الفائت التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وحشدت له الجهود الإسلامية وانضمت، إليه بالدعم والتأييد دول غير إسلامية، عكست بتفاعلها مستوى الترحيب والتقدير العالمي لهذه الخطوة والعزيمة الإسلامية التاريخية لمواجهة الإرهاب.

وبين العيسى أن الرهان الحقيقي والمؤثر بفاعلية، إنما هو على اقتلاع الإرهاب من جذوره، لأن الإرهاب لم يقم على تجمع سياسي مجرد، أو قوة عسكرية مسيطرة، بل على آيديولوجية متطرفة، ولا سبيل إلى الخلاص منها إلا بهزيمتها، من خلال تفكيك موادها التي بلغت في آخر الإحصاءات أكثر من 800 مادة آيديولوجية متنوعة المحتوى والخطاب، بحسب المستهدفين، أطلقتها العناصر الإرهابية عبر مئات الآلاف من الرسائل في مُختلف المواقع الإلكترونية.