قالت صحيفة «تايمز» البريطانية إن إيران أوفدت 500 عنصر من الحرس الثوري للقتال في آخر معاقل تنظيم داعش في غرب الموصل مؤخرا، لافتة إلى أن الخطوة جاءت بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة إرسال 400 من قوات المارينز إلى سورية، إلى جانب 500 مستشار عسكري أميركي يعملون في وقت سابق. وتساءل التقرير عن احتمال صدام عناصر الحرس الثوري مع القوات الأميركية، لافتا إلى أن السؤال يبقى مطروحا حول أي مظلة تعمل القوات الإيرانية، في وقت تتهم فيه عدة جهات دولية طهران بالعمل على توسيع نفوذها في معظم دول الشرق الأوسط منذ عام 2013. وأوضح التقرير أن الميليشيات التي تقاتل بالوكالة عن طهران مثل حزب الله اللبناني، قامت بأداء المهمة ولعبت على أوتار الصراعات الطائفية في المنطقة.

استغلال الفوضى
أكد التقرير بحسب معلومات مطلعة، أن طهران تقاتل بالحرس الثوري في العراق منذ اجتياح داعش الموصل عام 2014، إضافة إلى تشكيلها ميليشيا الحشد الشعبي لتكون الممثل الأساسي لها في البلاد، وإدماجها في مؤسسات الدولة الرسمية، وذلك إسكاتا للأصوات التي تعارض تدخلاتها، مبينا أن قائد فيلق القدس والمسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري، قاسم سليماني، زار غرفة عمليات الموصل التابعة للميليشيات الشيعية في أكتوبر الماضي، بالتزامن مع بداية الحملة العسكرية التي أطلقتها القوات العراقية لاستعادة المدينة. وأضاف أن طهران أنشأت كثيرا من الفصائل العسكرية التي تدين لها بالولاء المذهبي، ويجعل سلطة إيران عليها أقوى من سلطة الدولة العراقية نفسها.
تطرق التقرير إلى مقتل نحو 37 إيرانيا على الأقل منذ بداية العمليات العسكرية بالعراق، في وقت أبدت فيه واشنطن قلقها من تحركات الحرس الثوري المتزايدة في العراق، وسورية، واليمن، وغيره. وخلص التقرير إلى أنه رغم أن طهران وواشنطن تقاتلان عدوا مشتركا في المنطقة، وهو تنظيم داعش، إلا أن الأولى لا تزال تستفيد من الفوضى المتفاقمة في المنطقة، لإنجاز ما يعرف بهلالها الفارسي الممتد إلى سواحل البحر المتوسط، إضافة إلى رغبة إقناع العالم بأنها شريك أساسي في محاربة الإرهاب، لافتا إلى أن إدارة ترمب استدركت هذا الخطر وعكفت على مشروع إدراج الحرس الثوري الإيراني بشكل كامل في قوائم الإرهاب التابعة لوزارة الخارجية، بعد أن شددت عقوباتها الاقتصادية مؤخرا، وأدرجت شخصيات وكيانات تابعة للنظام الإيراني في قوائم الحظر، بسبب تجارب الأخيرة الصاروخية.