في الرقة والموصل: أبناؤهما العرب يُبعدون والغرباء يُدعمون لتخليصهما من داعش..!

جاسر عبدالعزيز الجاسر

في صورة سريالية شاذة يبعد أهل الدار عن تخليص ديارهم ممن حولوها إلى سجن كبير لكل من تبقى من أهلها، ويستقدم أقوام من خارج الديار لساناً وقومية لإخراج ممن فرضوا سطوتهم بالإرهاب على أهل الديار، ليقوموا بدلاً منهم في تأدية نفس الأدوار، بل وأكثر منهم، ولكن بتفويض دولي وإقليمي ورسمي من حكومة الديار التي تقاعست في الاحتلال الأول ونشطت في استقطاب من يتولون إنهاء الاحتلال الأول باحتلال ثانٍ، مستبدلين تنظيم إرهابي مرفوض بتنظيم إرهابي مُرضٍ عنه..!

هذا ما يحصل في نينوى، وبالذات في مدينة الموصل التي دُمر الجزء الغربي منها، ودفن سكانها تحت أنقاض المباني وبقنابل طائرات التحالف الدولي.

الموصل المدينة الرائعة التي تحمل اسم مدينة أم الربيعين، لروعة أجوائها المناخية، هي الآن مدينة منكوبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

مخطط وضعه ملالي إيران ونفذه نوري المالكي وجنرالاته الذين كان كل منهم يتبختر برتبة «فريق» والذين فروا من معركة نينوى مفسحين الطريق لتنظيم داعش ليستولي عليها، ليتم الاستعانة بعملاء إيران من حشد شيعي إلى عناصر إيرانية من الحرس الثوري وإظهار كبير إرهابييهم قاسم سليماني بأنه «محرر الأراضي التي سيطرت عليها داعش» والنتيجة استبدال إرهاب داعش بإرهاب الحشد، فبعد تنفيذ مجزرة الجانب الغربي من الموصل ودفن أكثر من 400 مواطن عراقي موصلي أصيل استقدم 48 فوجاً من أفواج الحشد الشيعي لإمساك الأرض، لتكون الموصل تحت إمرة وهيمنة هادي العامري عميد الحرس الثوري الإيراني، بعد إبعاد أثيل النجيفي وحراس نينوى أبناء الموصل من مدينتهم لإفساح المجال لمن تربى في معسكرات الإرهاب الإيراني هادي العامري والخزاعي وغيرهما ممن ما زالوا يحملون رتباً عسكرية إيرانية وجنسيات إيرانية، فيما يبعد أهل الموصل الأصليون.

وفي الرقة تتكرر المسرحية وإن تبدلت الأدوار والأشخاص، إلا أن المهام نفسها، والهدف إخلاء المدينتين من أهلها العرب: الموصل لتسليمها لمن استقدموا من الجنوب وحتى من إيران، والرقة لإسكان الأكراد وتغيير تركيبتها الديمغرافية حتى تكون إضافة للكيان الكردي الذي تعمل أمريكا وروسيا لفرضه على العرب.

في الرقة ومثلما أبعد حرس نينوى بقيادة أثيل النجيفي ومُكن الحشد الشيعي للسيطرة على الموصل، أبعد الجيش السوري الحر، ومكنت مليشيات سوريا الديمقراطية الكردية التي سلحتها ودعمتها الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح جيش حزب العمال الكردي «الفرع السوري» الذي يحمل مسمى «الحزب الديمقراطي الكردي» والذي طلب منه أن يشكل إدارة ذاتية لإدارة الرقة وإلحاقها ضمن مناطق الإدارة الذاتية الكردية.

عمل مكشوف وتآمر واضح لسلب أراضي العرب وتسليمها للغرباء، ومع هذا يطلب من الدول العربية الخليجية بالذات المساهمة في تعمير تلك المناطق لتكون كـ»الشقق المفروشة» لإقامة الغرباء على حساب السيادة العربية وبأموال عربية..!