سوسن أبو حسين

أشاد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري بالعلاقات السعودية - العراقية، مؤكداً أنها «تسير باتجاه صياغة علاقات قوية وراسخة»، ومرحِّباً بكل اللقاءات التي تُعقد بين الجانبين.

وأعلن الجعفري في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الأجواء الإيجابية والتضامنية سادت طيلة الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية التي تلتئم، اليوم، في الشونة على البحر الميت. وقال: «الكل كان حريصاً على تقليص الخلافات ومراعاة الدول التي تعاني من ظروف صعبة في الوقت الراهن». وحول العلاقات مع الولايات المتحدة وما تردد عن إقامة قواعد أميركية في العراق، أكد الجعفري أن بغداد تقبل بالمستشارين وبالتدريب فقط، وقال: «اتفقنا مع الأميركيين على تنفيذ اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي أُبرِمت معهم».

من ناحية ثانية، أثنى وزير الخارجية العراقي على الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا من أجل ترسيخ الحل السياسي «بعد الدمار الذي أحدثته التجربة في استخدام الحل العسكري طيلة السنوات الماضية». وفيما يلي نص الحوار:

* ماذا عن اللقاء المرتقب بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس الوزراء حيدر العبادي، وهل سيتم في عمان؟

- اللقاء سيتم في القريب وهو في الأساس مبرمَج له أن يُعقَد في الرياض لكن الموعد لم يتحدد بعد، وقد يُعقد على هامش القمة.

* إلى أين وصلت العلاقة بين السعودية والعراق، وهل وصلت إلى المستوى الذي تطمحون إليه؟

- هي في تصاعد إيجابي مستمرّ من خلال زيارة الأخ وزير الخارجية عادل الجبير إلى بغداد قبل فترة قصيرة. ونسعى من خلال الحديث الذي دار بيني وبينه إلى الدفع بالعلاقات للأفضل قدر ما نستطيع لنصل إلى علاقات قوية وراسخة وتحسّن بشكل مستمر.

* من الملاحَظ أن كل الدول العربية تدرك أهمية التضامن العربي والمصالحة ودعم الجامعة العربية. هل ترى أن هذا قابل للتحقيق أم أنه مجرد شعار أو حديث يتردد مع انعقاد كل قمة، وينتهي الأمر على حاله من خلافات وغيره؟ وكيف يمكن معالجة الخلل الذي أصاب العلاقات العربية - العربية؟

- بالتأكيد ليس فقط شعاراً، وإنما هو سعي حثيث من الأطراف. والجميع يسعى بالفعل لتطوير العلاقات والارتقاء بها، خطوة بعد أخرى. ولكن الأمور لن تكون زِرّاً كهربائياً بمجرد ضغطه يتم إصلاح كل شيء في الحال. السعي المتواصل والدؤوب والجاد حتماً سيؤدي إلى نتائج إيجابية. واليوم أرى مقارنة بالاجتماعات السابقة خطوات تقدم كبيرة في المواقف نحو الأفضل.

* مثل ماذا؟

- تفادي نقاط الخلافات الحادة والاستماع باهتمام واحترام إلى كل الآراء دون اعتراض تقديراً لكل دولة ومواقفها، وكذلك تقديراً لوضع الدول الأخرى التي تعاني من بعض التحديات ومراعاة ظروف كل دولة، ومحاولة تكثيف البيان الختامي لما يخدم كل الدول العربية، وبالتالي أعتبر أن البحث عن المساحة المشتركة والتوافق خطوة طيبة.

* ما العنوان الأنسب لهذه القمة من وجهة نظركم؟

- هي قمة توافق ولقاء الإخوة. وهي تطرح النقاط بشكل جدي وتبذل قصارى الجهد من أجل تحقيق الأهداف. وما نطمح إليه جميعاً قد يتحقق خلال القمة بنسبة 50 في المائة أو 60 في المائة أو حتى 80 في المائة. نحتاج إلى أن نترجم ما اتفقنا عليه عبر بذل الجهود لتنفيذه على أرض الواقع. والجهد المطلوب بعد انعقاد القمة للمتابعة والتنفيذ لا يقل أهمية عما توصلنا إليه خلال القمة من التأكيد على المواقف في كل الخطب والكلمات التي تلقى والبيانات التي تصدر عنها.

* هل من دعم للجامعة العربية، خصوصاً أن الأمين العام للجامعة العربية تحدث عن فقر الميزانية، وأن ما تم تسديدة حتى اليوم لعام 2017 نحو 23 في المائة، ومن موازنة العام الماضي لم يُسدَّد سوى 46 في المائة؟

- صحيح، الأمين العام تحدث في هذا الأمر، ونحن نؤيده ونتعاون معه والمال مهم لتطوير أي مؤسسة بالعالم. وأسعى لمساعدة الجامعة وجهد الأمين العام. والعراق رغم ظروفه الصعبة يتحمل أعباء كبيرة مع انخفاض سعر النفط، وكذلك تكلفة المواجهة العسكرية المرتفعة ولكن سنبذل كل الجهود من أجل الوفاء بالالتزامات المالية.

* ما نتائج وآفاق التعاون العراقي الأميركي، خصوصاً بعد زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى واشنطن؟

- خلال الاجتماعات في واشنطن لفتنا إلى اتفاقية الإطار الاستراتيجي، ووعدوا بالاستمرار في زيادة الدعم للعراق.

* هل سيكون هناك وجود عسكري أميركي في إطار مكافحة الإرهاب؟

- هذا موضوع آخر، وأعني أن وجود قوات أميركية برية على أرض العراق هو بالنسبة لنا موضع تحفُّظ، ونقبل فقط بوجود مستشارين، وهو باب واسع ومفتوح. ونحن نقبل بالاستشارة والمساعدة من كثير من دول العالم داخل قوات التحالف وحتى من هم خارجه.

* تقصد في إطار التحالف الدولي للحرب على الإرهاب؟

- من باب أولى نتلقى الدعم والمساعدة من الدول ضمن التحالف الدولي، ونقبل كذلك دعم ومساعدة الدول غير الموجودة في التحالف. ولكن ما أعنيه هو أن الدعم والتدريب وتأمين الغطاء الجوى شيء، ووجود قوات مسلحة أجنبية على أرض العراق شيء آخر، وهذا أمر مرفوض، وكذلك إقامة قواعد عسكرية.

* هل ستستمر عملية الموصل أم ستتوقف لبعض الوقت نظراً للخسائر البشرية التي لحقت بالمدنيين؟

- العمليات العسكرية مستمرة في الموصل ما دام هناك وجود لتنظيم داعش وحيثما وُجِد الإرهاب سوف توجَد القوات المسلحة العراقية لتطهير العراق من دنس هؤلاء.

* التقيتُ بالأمس مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، كيف كان اللقاء وهل من جديد؟

- دي ميستورا يحمل في جعبته ملفّ التعامل مع الأزمة السورية، وكانت له تجربة في العراق من قبل. وقد استمعتُ إلى تصوراته عن الحل ووجدتُها واقعية، وهو مصمِّم على الوصول إلى إتمام الحل السياسي، وهو مسكون به. وهو الأمر صحيح، فبغير هذا الطريق لا يمكن إنهاء المشكلة في سوريا، وقد جرب المتمسكون بالحل العسكري قرابة ست سنوات، والنتيجة معروفة للجميع من هدر دم، وتخريب المدن، وسقوط المنازل على ساكنيها، وهذا حرام في الدين والعرف الدولي والإنساني. وبالتالي لا بد من إعادة النظر وفتح الأبواب السياسية في معالجة الملف السوري.

* سبق أن أعلن دي ميستورا أنه لا يرى حلاً قريباً في الأفق للأزمة السورية؟ والأمر الثاني أنه سيغادر منصبه، فهل سيؤثر على الحل السياسي؟

- نحن لا نتعامل مع كل مشروع على أساس من يحمل لواءه. ومشاريع الحل قد تأخذ وقتاً. المهم أنه يؤدي دوره، ومتى تنتهي مهمته فسيتم تسليم الراية إلى شخص آخر.

* هل ترى في التنافس الروسي - الأميركي عائقاً أمام تقدُّم الملف السوري والحل السياسي؟

- تتداخل عادة الملفات المحلية والإقليمية والدولية، ولا يمكن عزل واحد عن البقية. وقد يتعلق الأمر بالعمل من أجل تنقية الأجواء وفتح آفاق الحل وطنياً وإقليمياً. وبحكم علاقاتنا مع دول العالم نوظفها لخدمة لصالح الشعب السوري.

* هل يلتقي العراق مع ضيوف القمة من مبعوثي روسيا وأميركا وفرنسا والأمم المتحدة؟ وهل للعراق مطالب محددة خلال الفترة المقبلة من خلال هذا الزخم العربي والدولي الموجود؟

- لا يوجد مانع من لقاء المبعوثين من أي دولة كانت، ونتحدث في كل الملفات. وأنقل بكل فخر واعتزاز ما تحققه القوات المسلحة العراقية على الأرض سواء كانت جيشاً أو شرطة حشداً شعبياً وبيشمركة. وفى الوقت ذاته، أذكر الطرف الآخر بضرورة دعم العراق ومساندته.

* كيف ترى بوادر الحوار بين دول الخليج وإيران من خلال الرسالة التي حملتها طهران للكويت، وهل يؤثر بالإيجاب في تغيير المواقف؟

- بكل تأكيد الحوار مهم، وسبق أن قمت بمبادرة في هذا الشأن من خلال زيارتي إلى طهران وسلطنة عمان والكويت. ونعتقد أن الحل السياسي عندما يتقدم سوف يحل كثيراً من المشكلات.. . . . .