هاني الظاهري 

التصريح الذي أدلت به رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي» أمس الأول عن دور الأجهزة الأمنية السعودية في إنقاذ حياة مئات البريطانيين داخل بلادهم من خلال التنسيق بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، شهادة جديدة تسجل للمملكة ضمن قائمة طويلة من الشهادات الدولية التي تؤكد علو كعب المؤسسة الأمنية السعودية وتفوقها على كثير من نظيراتها في شرق العالم وغربه، بجانب قدرتها اللافتة على اختراق أشد المنظومات الإرهابية تحصينا وسرية لحماية أرواح الأبرياء في كل مكان.


قالت ماي قبل يوم من زيارتها للسعودية «إن معالجة التهديدات التي نواجهها بسبب الإرهاب وعدم الاستقرار الجيوسياسي تتطلب منا التصدي لها من مصدرها.... فعلينا ألا ننسى أبدا بأن المعلومات التي تلقيناها من السعودية في الماضي قد أنقذت حياة مئات الناس في المملكة المتحدة»، وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول غربي رفيع عن التفوق الأمني السعودي وضرورة الاستفادة من قدراته، فقد سبق ماي كثيرون لعل من آخرهم وزير الأمن الداخلي الأمريكي «جون كيلي»، الذي واجهت حكومته سهاماً متتالية من معارضيها إثر صدور قرار الرئيس دونالد ترمب بحظر دخول رعايا بعض الدول إلى الولايات المتحدة تحت مسمى «حماية الأمة من الإرهاب».

واجه كيلي سهام وتعليقات وأسئلة المعارضين في جلسة استماع في الكونغرس بتاريخ 7 فبراير، وكان في مقدمتها السؤال الذي تردد كثيرا «لماذا لم يُحظر دخول مواطني المملكة العربية السعودية إلى أمريكا؟».. رد وزير الأمن الداخلي الأمريكي بكل هدوء وثقة قائلاً: «إن السعودية لم تُدرج ضمن لائحة الدول الممنوع دخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة، بسبب امتلاكها نظاما أمنيا واستخباراتيا قويا، ويتعاون باستمرار مع السلطات الأمريكية، بحيث نعرف من يأتي إلينا وماذا ينوي أن يفعل».

الوزير كيلي لم يكن مبالغاً في إجابته فقد أحبطت الرياض عدداً كبيرا من العمليات الإرهابية ضد واشنطن ومصالحها طوال العقدين الماضيين، منها على سبيل المثال لا الحصر تسليم السعودية عام 2003 ثلاثة أمريكيين للولايات المتحدة يشتبه أن لهم صلة بالإرهاب، وفي أكتوبر 2010 كشفت تقارير أن الاستخبارات السعودية تمكنت من رصد عبوات ناسفة مخبأة داخل آلات طباعة في بريطانيا ودبي زرعها تنظيم القاعدة بهدف شحنها إلى الولايات المتحدة جواً، كما نجحت الاستخبارات السعودية عام 2012 في إحباط مخطط لتفجير طائرة متجهة إلى واشنطن من خلال زراعة عنصر متخف ضمن عناصر فرع تنظيم القاعدة في اليمن ليتمكن من إخراج العبوة الناسفة من الطائرة ويسلمها لعناصر سي آي إيه، وكشفت حينها الإدارة الأمريكية أن المخطط كان من المفترض أن يتزامن مع ذكرى مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

التفوق الاستخباراتي والأمني السعودي في مكافحة الإرهاب مصدر فخر للسعوديين بلا شك، لكنه أيضاً عنصر قوة سياسية للمملكة يفرضها كشريك إستراتيجي وحليف أساسي لأهم دول العالم وهذا كله بفضل جهود رجال مخلصين يقودهم عراب الأمن وقاهر الإرهاب ولي العهد الأمير محمد بن نايف بتوجيهات ودعم «ملك الحزم» الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله.