أزاحت شركة ايروموبيل السلوفاكية أمس الستار عن التصميم التجاري لسيارة طائرة. وأعلنت بدء تلقي طلبات الشراء على أن يبدأ التسليم بحلول عام 2020.

وقالت إن سيارتها “ايروموبيل الطائرة” التي تشبه الدمعة والتي عرضتها في معرض توب ماركيز في مدينة موناكو يمكنها التحول إلى وضع الطيـران في أقـل مـن ثلاث دقائق عند توفر مساحة كافية للإقلاع.

ويمكن للسيارة الطائرة الهجينة بكبسة زر واحدة طي الجناحين لتتحول إلى وضع القيادة على الطرق أو بسطهما حين يريد قائدها التحليق في الفضاء.

وكشفت ايروموبيل، التي تنافسها شركات أخرى في تطوير السيارات الطائرة، أنها تسعى لإنتاج نحو 500 نسخة من أول منتجاتها المتاحة للبيع بسعر يتراوح بين 1.3 و1.6 مليون دولار.

وقال ستيفان فادوتش رئيس قطاع الاتصالات في ايروموبيل إن السيارة تحتاج إلى مدرج أو مكان ملائم آخر لتتمكن من الإقلاع إلى الفضاء. كما يتعين على مالكيها أن تكون لديهم رخصة لقيادة السيارة وكذلك للطيران.

ويدرس عدد من الدول بالفعل كيفية تنظيم عمل الطائرات دون طيار والسيارات ذاتية القيادة في حين تعمل شركات السيارات والطيران على تطوير برمجيات والتخطيط لضمان سير هذه المركبات في مسارات وممرات آمنة.

وكانت شركة ايروموبيل قد وعدت بتقديم سيارة طائرة متاحة تجاريا في عام 2017، وقد حققت ذلك الوعد وفتحت باب تسلم طلبات الشراء، لكنها قالت أمس إن التسليم لن يكون قبل عام 2020. وتبدو مواصفات السيارة الطائرة مؤثرة على الورق. إذ يمكنها السير على الطرقات لمسافة تصل إلى 698 كيلومترا أو الطيران لمسافة 750 كيلومترا قبل الحاجة لإعادة التزود بالوقود.

وتصل السرعة القصوى للسيارة على الطرقات إلى نحو 161 كيلومترا في الساعة في حين تصل سرعة التحليق القصوى إلى حوالي 360 كيلومترا في الساعة.

وركزت ايروموبيل بشكل استثنائي على تحوطات السلامة، حيث يمكن للسيارة الطائرة الصمود في أقسى الظروف المناخية وتحتوي على مظلة تمكنها من الهبوط على الأرض في حالات الطوارئ.

وتحتوي السيارة الطائرة أيضا على وسائد هوائية لتأمين سلامة الركاب في حالات الحوادث على الطرقات أو خلال التحليق في الفضاء.

وتبدو قصة الطائرة وكأنها من أفلام المغامرات التي قام بها الممثل العالمي جيمس بوند. وقد حققت هذا الإنجاز من خلال جمع استثمارات بقيمة 3.2 مليـون دولار إضـافة إلى دعـم فني مـن باتـريك هيسيل، مؤسس ورئيس شركة “سي.2.آي” لصناعة أجزاء السيارات والطائرات.

وقال يوراي فاكوليك وكيل المؤسسين والرئيس التنفيذي للشركة إنه يوم تحول في مستقبل تكنولوجيا السفر وأن إطلاق ايروموبيل سيجعل السيارات الطائرة واقعا خلال وقت قريب.

وأضاف أن “الوصول إلى هذه المرحلة تطلب تشكيل فريق قوي من أفضل العقول والخبراء في تكنولوجيا صناعة السيارات والطيران من أجل إعادة تعريف حدود الممكن في مجال النقل”.

وتم الكشف عن ملامح مشروع ايروموبيل في أكتوبر 2014. ومنذ ذلك الحين دخلت سباق تطوير السيارات الطائرة مرحلة من المنافسة المحتدمة رغم أن الطريق أمام انتشارها تجاريا لا يزال طويلا.

وتقول شركة ايروموبيل إنها تبحث عن مستثمرين من أجل التحول إلى الإنتاج التجاري الواسع. ومن المتوقع أن يعطي حجم الطلبات الأولية مؤشرا على حجم السوق المتوقع لهذه التكنولوجيا الجديدة.

لكن محللين يقولون إن المروحيات ذاتية القيادة التي كشفت عنها شركة إيهانج الصينية وجرى اختبارها في الولايات المتحدة العام الماضي قد تكون منافسا شرسا يقوض فرص انتشار السيارات الطائرة.

وجاء نموذج الطائرة “إيهانج 184” على شكل مقصورة دون طيار لشخص واحد وهي بحجم مروحية صغيرة، ولها 4 أذرع تحمل 8 مراوح.

وقالت الشركة إن الطائرة ليس بهـا أجهزة تحكم في الرحلة وتعمل ببساطة عن طريق إدخال الـوجهة بنظـام جي.بي.أس، كما أنها مصممة للإقلاع والطيران والهبوط تلقائيا دون تدخل من المسافر.

وأوضحت أن المحركات الكهربائية يمكن أن تبقيها في الجو لمدة 23 دقيقة للشحنة الواحدة، ويمكن أن تطير على ارتفاع يصل إلى 3300 متر عن الأرض. وتم تقديم الطائرة في معرض تجاري في مدينة لاس فيغاس الأميركية في يناير العام الماضي.

ويقـول العديد من المحللين وخبراء صناعة السيارات إن طرحها في الأسواق لن يحدث قبل سنوات.