خالد الجابر

الأمر اللافت في سباق الانتخابات الرئاسية الفرنسية القادم، تلك الموجة الصاعدة في توظيف عامل الديماجوجية لاستقطاب الأتباع وتوجيههم لصناديق الاقتراع!! وهو نهج سقيم يتم توظيفه من قبل الموتورين والمهزوزين، الذين يلجأون إلى هذه الأساليب الرخيصة عوضا عن تقديم برامج سياسية واقتصادية وإستراتيجية وأمنية للقضايا المختلفة الداخلية والخارجية.

الواضح أنه في ظل الاخفاقات والتراجعات في شعبية اليمين الجمهوري واليسار الاشتراكي الفرنسي، تتوزع الأصوات على أحزاب متشددة يمينًا أو يسارًا، الخوف يجتاح قلوب الكثيرين في فوز اليمين المتطرف وصعوده الدراماتيكي؛ لكي يتصدر السباق الانتخابي، وأبرزها حزب اليمين المتطرف بقيادة "مارين لوبان والتي تروج في حملاتها لكي يتم اختيارها أول رئيسة لفرنسا، وأول زعيم من اليمين المتطرف للبلاد، منذ الحرب العالمية الثانية. لوبان لديها مواقف مسبقة ومتشددة وعنصرية ضد الآخر والإسلام بشكل عام والمسلمين والمهاجرين بالتحديد، وهي تؤمن أنه لا توجد هناك مشكلة دينية فى فرنسا"، ولكن "هناك مشكلة ترتبط بالإسلام، ولديها قناعة بأن العولمة المالية والإسلام المتشدد يريدان تركيع فرنسا"، وإن المساجد والصلاة في الشوارع والحجاب الذي ترتديه النساء أمور تهدد الثقافة والقيم الفرنسية".

قد لا تنجح "لوبان" في الوصول إلى كرسي الرئاسة، كما تشير العديد من الاستطلاعات، ولكن من يدري فبعد فوز الرئيس الأمريكي ترامب بسباق الانتخابات الأمريكية، متجاوزا كل التوقعات، فلا شيء مستبعدا والمفاجآت دائما حاضرة. المؤلم في الحملات الانتخابية القائمة تشويهها السمعة والانتقاص من الآخر ومهاجمته وتحقيره، وهو أمر ضار ومؤلم، ويصبح أشبه بوقائع يصعب التخلص من آثارها، وهي أحد الأسباب التي تجعل من "الإسلاموفوبيا" مستمرة ومتفاقمة في فرنسا والدول والغربية.