علي سعد الموسى

في المؤتمر الصحافي الذي عقده معالي وزير النقل، الأستاذ سليمان الحمدان، بمطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد بمدينة جدة استمعنا إلى أجوبة مكتملة، ولكن عن أسئلة الهندسة الفراغية التي لا تضرنا وأيضاً لا تضيرنا كجمهور ومستقبلي خدمة.

نحن كبسطاء لا يهمنا ولا يعنينا أن يكون المشغل الجديد للمطار «شانغي» أو مانغي أو حتى أن يكون كارتيل إدارة حراج الخضار بخميس مشيط. لا يهمنا يا معالي الوزير أن تكون أطوال «سيور» عفش الركاب ستين كيلاً أو ميلاً، ولا يهمنا طول المسافة ما بين الصالة ومواقف الركاب. نحن لدينا سؤال واحد: متى سيشتغل المطار؟ 
والحق يا معالي الوزير أنك أجبت: بإذن الله وحوله وقوته وبمشيئة الله وإرادته وبعونه جل وعز في منتصف العام القادم سيبدأ التشغيل التجريبي. والحق الأبلج يا معالي الوزير أننا مع هذا المطار الحلم لا نشبه إلا (فرحان) وناقته التي فوجئ ذات صباح بحركة جنين في بطنها وهو لم يعرف أنها لقحت في الأصل، ولأنه لا يعرف الموعد التقريبي للولادة صار ينام مع الناقة في مراحها لأشهر طويلة خوفاً من أن «تتعسر» في ليلة المخاض، وحين اقترب الفرج كانت المفاجأة المذهلة: خرج من رحمها «قربة» ماء كانت عائلته قد افتقدتها منذ أعوام، وكانت ترمي بتهمة السرقة على زائر قديم. لم تكن تعرف أنها، ومن شدة الجوع، في بطن الناقة.
معالي الوزير: متى ستلد الناقة؟ نحن لدينا حساسية من حكايات نصف العام القادم ومصطلحات (أوائله وأواخره) لأنها قد صمت آذاننا من قبل، وفي كل الأعوام مرة بعد مرة. ولا يظن معاليكم أنني متعطش لصالة سفر بقدر شغفي أن نقبر صورة نمطية سيئة لملايين المسافرين هي في عيونهم أول صورة ذهنية عن هذا البلد.
نحن نريد (ناقة فرحان) أن تلد بأي شيء حتى ولو عبر عملية قيصرية. يقول معاليه، إن المطار الجديد سينقل 30 مليون مسافر في العام. لكنه لم يقل أيضاً إن المطار الحالي بكل كوارثه قد تجاوز نفس الرقم. أتمنى يا صاحب المعالي ألا يتحول المطار القديم إلى مستودع أو صالة شحن. أتمنى أن نستوعب التجربة. فتحنا في الرياض صالة خامسة ولكننا أقفلنا الأولى والثانية. أتمنى من معاليكم دراسة تحويل الصالة الحالية للطيران الاقتصادي وشركات النقل القادمة بكثافة عمالية مثل تلك القادمة من محيط القارة الهندية ووسط آسيا. أتمنى أن يكون المطار الجديد، مثلاً، لاستيعاب شراكة ناقلنا الوطني مع تحالف «سكاي تيم» وأن نقبر للأبد، أيضاً، تلك الصورة السالبة عن وطني في عيون كل عابر لصالون العذاب في صالة الطيران الأجنبي. وفي نهاية الأمر، أعتذر لمعاليكم وللهيئة الموقرة ومن كل قارئ عن إسداء هذه النصائح والآراء القادمة من قلم شخص لا خبرة لديه إلا أن يقرأ. ولكن، وللحق، فمع هذه المطارات أصبح كل مواطن.. (هيئة طيران مدني) مستقلة. كلنا أصبحنا معها (فرحان) وقصته مع حمل ومخاض ناقته.