مساعد العصيمي

في خضم الأزمات العربية القائمة من جراء التدخلات الإيرانية السافرة في المنطقة ودعم المنظمات الإرهابية.. طفقت أتساءل ما الذي على العالم فعله لإيقاف هذا الخطر والعبث الإيراني القائم؟! والحقيقة أن الإجابة سهلة من خلال دحر إيران.. والأمر لا يكلف كثيرا في ظل أن العالم تنبه لخطرها وتمكن من إيقاف برنامجها النووي ولن يضيره الحجر عليها وتقليم أظفارها.

ورغم ذلك فنحن نعيش قلقنا من إيران.. في وقت يعيش العالم قلقا مختلفا خوفا من أن تنشب الحرب في شبه الجزيرة الكورية، وإن حدث مثل ذلك فالعالم موعود ليس بطائفية عبثية إيرانية يمكن السيطرة عليها في أي وقت، بل بحرب نووية مدمرة، جعلت من اليابان والصين وكل الدول المجاورة لشبه الجزيرة تعيش أزمة نفسية خانقة، لأن مثل هذه الحرب لن تبقي ولن تذر لمن حولها!

ماذا عنّا كعرب إزاء كوريا الشمالية.. وأقول إن الأمر بدا وكأنه لا يعنينا أبدا مع أن تداعياته السياسية والاقتصادية ستضرب العالم أجمع، بل قد تشي بحرب عالمية ثالثة.. يحدث هذا ونحن متفرجون ليس بيدنا ما نستطيع فعله.. هذا الأمر دفع كاتب هذه السطور للقراءة أكثر عما تعنيه حرب في كوريا.. وهل ستقتصر على من هم هناك فقط.. وبكل أسف أن كل الإجابات تقول لا!

ما أدركته أن القصف الأميركي بالصواريخ على سورية حتى ومع وجود روسيا على أرضها، لن يكون مشابها لأي قصف لكوريا الشمالية، وهو ما يجعل التشبيه بين الحالتين غير منطقي أبدا.. فمن يقود بيونغ يانغ لديه من العدة والعتاد الحديث والصواريخ النووية العابرة للقارات ما يفوق الوصف.. ناهيك عن أن القائد كيم جونغ أون مجنون ودموي.

ولنا أن نتخيل أنه ولأول مرة في التاريخ يتفق المحللون الإستراتيجيون وخبراء الحروب على أن الحرب ستكون غير مجدية لأن عواقبها وخيمة على الجميع.. وعليه ما الذي يستطيع العالم فعله إزاء ديكتاتورية وغطرسة ونووي القائد المجنون، الأكيد أن الكل يريد دفعها لتكون مسالمة لا تهدد جيرانها حتى لو استمرت كذلك لمئة عام مقبلة!

العالم يتحدث عن كوريا الشمالية وما تسببه من أزمة مقلقة حد الفزع للعالم، مع إدراكه أن لا مجال لمقارنتها بإيران كخطر قائم، فهما كخطر نعم.. لكن حد الفزع.. لا.. لأن إيران تظل فارغة من الداخل تعمل على التخريب، وخطرها العسكري ضعيف، وحتى صواريخها التي تهدد بها تخشى أن تقع على مدنها في طريقها للآخرين.

الأهم أن دول الخليج بإمكانها دحر إيران تماما، لكن من سيستطيع على من تملك كل أنواع الأسلحة النووية المتطورة جدا والرؤوس النووية التي تستطيع الصواريخ حملها بكل كفاءة كما هي كوريا الشمالية.. حتى المقاطعة الاقتصادية لن تؤثر فيها وحسب ما قرأته للكاتب الأميركي المقيم في سول جون ديلوري أن الشمالية تكاد تكون الدولة الوحيدة عالميا التي تستطيع التعامل مع المقاطعة الاقتصادية لعشرات السنين لأن ليس لها تجارة خارجية وإن تمت فهي لا تمثل تهديدا لها، غير أنها تعتمد في غذائها على منتجاتها، ولا تستورد من الخارج.

ختام القول؛ إن كوريا الشمالية خطر قائم، لكن إيران برميل طائفي فارغ صنع صداه بعض العرب الإرهابيين المتطرفين لأجل الاستفادة من أموال الإيرانيين التي حُرم منها شعبهم.. وعليه فلنفكر جديا بدفن هذا البرميل الفارغ الذي أزعجنا ضجيجه!