رائد جبر 

انطلقت أمس تحضيرات الجولة الجديدة من المفاوضات السورية في آستانة، التي تبدأ اليوم، وسط توقعات بحضور واسع لفصائل المعارضة وتمثيل أقوى للولايات المتحدة، وعلى خلفية معطيات عن «أفكار روسية» جديدة رحبت بها المعارضة وتركيا، لكن موسكو تجنبت كشف تفاصيلها.

وأعلنت الخارجية الكازاخية أمس أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا سيشارك في المفاوضات، وسيجري محادثات ثنائية منفصلة مع الجانب الروسي ومع الأطراف السورية. كما أشارت إلى رفع مستوى تمثيل واشنطن إلى مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، بعدما كانت شاركت في جولات سابقة على مستوى السفير في آستانة.

وقال نائب وزير الخارجية الكازاخستاني، مختار تليوبردي، إن «المراقبين في المفاوضات هم ذاتهم: سيأتي وفد رفيع المستوى من الأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا أكد مشاركته، كما سيشارك الأردن ومساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط».

وزاد أن المعارضة السورية أكدت مشاركتها في المفاوضات. وأشار بيان الخارجية الكازاخية إلى أن محمد علوش ممثل «جيش الإسلام» سيرأس وفد المعارضة السورية في مفاوضات آستانة.

وكان الوفد الإيراني برئاسة حسين أنصاري نائب وزير الخارجية وصل أمس إلى آستانة، وسبقه وفد الحكومة السورية الذي يرأسه مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري. وعقد ممثلو الدول الضامنة وهي روسيا وتركيا وإيران اجتماعاً تمهيدياً أمس، على مستوى الخبراء، على أن تعقد محادثات على مستوى أعلى اليوم وغداً.

وتجنبت موسكو أمس التعليق أو كشف تفاصيل عن مقترحات سربتها المعارضة السورية، وقالت إن موسكو عرضتها على المعارضة وعلى الجانب التركي خلال اجتماعات عقدت أخيراً. وتوالت ردود فعل تركية وسورية معارضة مرحبة بالأفكار، بينما قال ديبلوماسي روسي لـ «الحياة» أمس، إن لدى موسكو أفكاراً لم تتحول بعد إلى مبادرة لكنها ستعرض في آستانة.

وأشادت وزارة الخارجية التركية بـ «المقترح الروسي حول إنشاء مناطق خاصة لتخفيف حدة التوتر في سورية»، وأعربت عن أملها بترجمتها إلى الواقع. وأضافت الخارجية التركية أن هذا المقترح سيناقشه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان خلال لقائهما في مدينة سوتشي الروسية اليوم الأربعاء. وأكد مصطفى يورلاكول، نائب مدير قسم الشؤون السورية في الخارجية التركية، أن «موضوع سورية يعتبر جزءاً مهماً من الحوار. الرئيسان سيبحثان مسألة تعزيز نظام وقف إطلاق النار ووضع الأسرى وإزالة الألغام. لدينا كثير من الأفكار ونحن مستعدون لوضعها على الورق».

وكانت وكالة «سبوتنيك» الروسية نقلت عن مصدر ديبلوماسي في أنقرة، أن الوفد التركي بدأ نشاطه في آستانة بمناقشة «الأفكار الروسية» مع ممثلي المعارضة السورية المسلحة بهدف الحصول على ملاحظات من الفصائل في ما يخص «المناطق الهادئة» التي اقترحتها موسكو لينقلها للدول الضامنة في محاولة لإيجاد «نقاط تقاطع». ونص المقترح الروسي، الذي نشرت»سبوتنيك» تفاصيل منه نقلاً عن مصدر في المعارضة السورية، على «إنشاء أربع مناطق هادئة في سورية لتخفيف التصعيد وهي إدلب، شمال حمص، والغوطة الشرقية، وجنوب سورية»، كما يدعو المقترح إلى وضع خرائط لحدود هذه المناطق. ونص المقترح على «إرسال وحدات عسكرية للدول الضامنة للاتفاق للإشراف على نظام وقف النار»، و «إنشاء خطوط فاصلة على حدود المناطق الأربع، ووضع حواجز لتأمين المساعدات الإنسانية». وأكد مستشار وفد المعارضة في الجولات السابقة يحيى عريضي، أن الاقتراح الروسي «تم طرحه شفوياً، وعُرض خلال اجتماعات الفصائل العسكرية في أنقرة الأسبوع الماضي، متوقعاً أن يتم التوسع في بحث المقترح خلال اجتماعات «آستانة-4». بينما وصف المعارض السوري فاتح حسون اقتراحات روسيا بأنها «مشجعة»، معتبراً أن تنفيذها «يتطلب من المجتمع الدولي تدخلاً أكبر في محادثات آستانة، وروسيا تدعو إلى تدخل دولي أكبر وهذا أمر إيجابي».

على صعيد آخر، قال جيرنوت إيرلر منسق الشؤون الروسية بالحكومة الألمانية في مقابلة نُشرت أمس، إن زيادة عدد الدول المشاركة في محادثات السلام السورية التي تدعمها روسيا قد توفر فرصة لاستئناف المفاوضات الرامية للتوصل لحل سياسي. وزاد إن هذا الملف مطروح في لقاء المستشارة الألمانية أنغيلا مركل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء اجتماعهما في سوتشي في روسيا أمس. وزاد: «يجب أن نعترف بأن جميع جهود السلام السابقة فشلت، وينبغي أن نفكر في شيء جديد. أعتقد أن الجانب الألماني ينبغي أن يسأل بوتين إن كان يمكنه تصور مشاركة المزيد من الدول في المفاوضات. على الأقل قد يوفر هذا فرصة لتنظيم عملية تفاوض».