حمود أبو طالب

قبل أيام أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن تشكيل «مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات» الذي يهدف إلى تطوير أدوات جديدة لإيصال قصة الإمارات إلى كل شعوب العالم، وسيعمل المجلس على صياغة منظومة وطنية متكاملة تشمل الجهات الحكومية والخاصة والأهلية لتطوير إستراتيجية تشمل مختلف المجالات العلمية والثقافية والفنية والإنسانية والاقتصادية؛ بهدف ترسيخ التواصل على المستوى الشعبي مع المحيطين الإقليمي والعالمي،

وقد تم تكليف المجلس بمراجعة كل التشريعات والسياسات المؤثرة على سمعة دولة الإمارات لترسيخ سمعة إيجابية عن الدولة، ويقول الشيخ محمد إن الاستثمار في ترسيخ احترام ومحبة الشعوب الأخرى لدولة الإمارات سيعمل على ترسيخ علاقات دائمة مع هذه الشعوب على المستوى الاقتصادي والسياحي والاستثماري، لاسيما والإمارات تملك كل المقومات لبناء قوتها الناعمة أسرع بكثير من غيرها.

هذه الخطوة من أذكى وأهم المبادرات العالمية التي يتبناها محمد بن راشد وتأتي في وقت مهم جدا، ولربما تكون الإمارات هي الدولة الأولى التي تنفذ هذا التوجه بعد أن اجترحت مبادرات سابقة في أدائها الحكومي مثل استحداث وزارة للتسامح وأخرى للسعادة، إضافة إلى ما استحدثته من مؤسسات مجتمع مدني وهيئات أهلية في مناشط عديدة لتقدم نفسها بشكل إيجابي وفعال.

وإذا كانت للإمارات قصة فلدينا هنا قصة أخرى بدأت، يراقبها كل العالم وتتمثل في الرؤية الوطنية 2030 وبرنامج التحول 2020 وما يتعلق بهما من قرارات وإجراءات، بالإضافة إلى الصورة الذهنية النمطية المشوبة بكثير من السلبية منذ فترة طويلة بسبب عوامل وأحداث متراكمة وفيها أيضا الكثير من المبالغات المجحفة التي لم نبادر بتصحيحها بالأساليب الفعالة التي تخاطب الشعوب بعقلياتهم وثقافاتهم، أي أننا نتحدث عن الدبلوماسية الشعبية والقوة الناعمة التي نطالب بتفعيلها ونكرر ضرورة الالتفات إليها والاهتمام بها منذ وقت طويل دون أن يتحقق من ذلك شيء يذكر.

إننا الآن في أمس الحاجة لبدء برنامج وطني لتفعيل القوة الناعمة بشكل يتناسب مع مكانة المملكة وموقعها المهم بين القوى الاقتصادية والسياسية العالمية، على أن تقوم بهذا الدور كوادر وطنية مؤهلة لا يخضع اختيارها لأي اعتبارات أخرى غير الكفاءة والإيمان بالقضية الوطنية والحماس لها. فليت مسؤولينا يلتفتون إلى هذا الموضوع دون تأخير.