تظاهرة إيرانية حاشدة في باريس ضد النظام القمعي

الرياض - خاص

 

نظراً إلى سلسلة التطورات التي شهدناها العام الماضي خاصة بعد رحيل باراك أوباما ووصول دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة، كانت هناك توقعات عامة بأن الوضع في المنطقة والعالم سيتغير. لكن التطورات المتسارعة في الأسابيع القليلة الماضية بينت بأن المعادلة السياسية والعسكرية في العالم عموما وفي الشرق الأوسط تحديدا ستتغير وبسرعة.

هجوم صاروخي أميركي على أهم قاعدة عسكرية وكيماوية لنظام الأسد في سورية ينم عن توجه هذه التطورات إلى جهة معينة وفي هذا السياق تحدث السفير الأميركي الأسبق في العراق ”رايان كروكر” قائلا: «الهجوم الصاروخي على نظام الأسد هو مجرد بداية» .

كما أكد "سيباستيان جوركا".. أحد مستشاري الرئيس الأميركي ”دونالد ترامب” في أحد المواقف التي اتخذها قائلا "إن النظام الإيراني بعد الهجوم الصاروخي على نظام الأسد سيعيد حساباته" ولو أن هذا التوجه جاء متأخرا بسبب اتخاذ الغرب سياسة المساومة مع إيران لاسيما خلال مدة 8 سنوات من فترة ولايتي باراك أوباما، ولكن ينبغي أن نشير إلى مرحلة البلوغ والنضج وارتقاء الحلول العملية والملزمة بوجه النظام الإيراني التي سنبحثها هنا بشكل وجيز.

نظرا لمواقف مسؤولين أميركيين كبار ضد النظام الإيراني في الأيام الأخيرة يبدو أن اتجاه السهم قد يتغير ليتوجه نحو النظام الإيراني، نحو المصدر الرئيسي للأزمات في المنطقة، حيث أشار إلى هذه الحقيقة أيضا مسؤولون أميركيون كبار في الآونة الأخيرة.

كما قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، مؤخرا ”إن النظام الإيراني يقف وراء أي مشكلة في المنطقة". «اسكاي نيوز20 أبريل 2017» الحقيقة التي أعلنت عنها المقاومة الإيرانية قبل سنوات عديدة، والتي جرى تجاهلها من قبل الحكومات الغربية وغضت الطرف عنها عمدا. وتزامنت هذه التصريحات مع مؤتمر صحفي لوزير خارجية الولايات المتحدة، وفي خطوة غير مسبوقة هاجم الأخير النظام الحاكم في إيران ولوح بسجل إجرامه مؤكدا ”الحكومة الحالية في أميركا لا تنوي نقل الملف الإيراني إلى الحكومة المقبلة”.

وقال الوزير ريكس تيلرسون في مؤتمر صحفي له في «21 أبريل 2017»: إدارة ترامب منشغلة حاليا بمراجعة سياستها تجاه النظام الإيراني ومن ثم لوح إلى عدة أدلة أهمها هي كالتالي:

النظام الإيراني هو الداعم الرئيسي للإرهاب في العالم والمسؤول عن العديد من الصراعات التي تتصاعد وتقوض المصالح الأميركية في بلدان مثل سورية واليمن والعراق ولبنان.

يواصل النظام الإيراني دعمه لنظام الأسد القاسي في سورية، وهو المسبب في إطالة أمد الحرب التي راح ضحيتها ما يقرب من نصف مليون والملايين من المشردين.

وفي العراق يدعم النظام الإيراني المليشيات العراقية وفي أغلب الأحيان عن طريق فيلق القدس التابع للحرس معرضا بذلك أمن واستقرار العراق للخطر لسنوات.

كما أن النظام الإيراني يدعم الحوثيين الذين يسعون لإسقاط الحكومة الشرعية في اليمن بمدهم بالمعدات العسكرية ودعمهم ماليا واستشاريا.

إيران لا تزال الأسوأ في مجال حقوق الإنسان بالمقارنه مع باقي دول العالم، حيث تزج بالمعارضين السياسيين بانتظام في السجون وقد يصل بها الأمر إلى إعدامهم.

النظام الإيراني دون أي رقابة من قبل المجتمع الدولي، يسير على نفس المسار الذي سارت عليه كوريا الشمالية واشغلت العالم معها، المقصود من الإتفاق النووي مع النظام الإيراني ليس سوى أن يؤخرهم من أن يصبحوا بلدا نوويا، وهذا الاتفاق ينم عن تلك السياسة الفاشلة مع النظام الذي يوشك أن يعادل خطره، خطر كوريا الشمالية".

وبطبيعة الحال تصريحات هذا المسؤول الأقدم في الإدارة الأميركية تحظى بدعم المشرعين الأميركيين أيضا، وقال بول رايان، رئيس مجلس النواب الأميركي في هذا الخصوص: ”يجب أن يعاقب النظام الإيراني بسبب نشره للإرهاب، والأسلحة وانتهاكه التجارب الصاروخية”.

وكما وقال مايك ماكول رئيس لجنة الأمن القومي والعضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أيضا في بيان له: ”إن النظام الإيراني هو المسؤول المباشر عن الهجمات الإرهابية”.

إنها لحقيقة أن يثبت وبالتجربة مرارا وتكرارا أن الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران وعلى الرغم من كل المفاوضات والاتفاقيات الموقعة من قبل إيران مع الآخرين إلا أنها لم تتخلَ عن تحقيق أهدافها الشريرة. وستواصل عدوانها بطرق مختلفة بعيدا عن مرأى المجتمع الدولي لإبقاء حكمها.

والمؤتمر الأخير الذي أقامته المقاومة الإيرانية للكشف عن أنشطة النظام الإيراني لصنع قنبلة نووية، الذي عقد في يوم 21 أبريل 2017، لاقى ترحابا واسع النطاق من قبل الصحافة ومن المسؤولين الأميركيين ومن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي حديث لجون بولتون في مقابلة أجراها مع التلفزيون الأميركي فوكس نيوز صرح قائلا: ”ينبغي أن تؤخذ المعلومات التي كشف عنها بمحمل جاد” فما ذُكر أعلاه هو جزء من الواقع والضروري أخذه بعين الاعتبار لأجل خوض «المرحلة الجديدة» ‎ التي لم يمر على انطلاقها سوى أشهر قليلة الحقيقة التي تقبلها بصدر رحب المجتمع الدولي لاسيما الشعب الإيراني وكذا شعوب الدول المجاورة‎، ولكن يجب ألا تترك لإيران‎ ثغرة كما يجب سد الطريق أمامها، وفي تطورات المرحلة الجديدة التي تقع إيران في مركزها ينبغي أن تؤخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار وهي ما يلي:

أولا، النظام الإيراني يعيش الآن في أضعف مراحله منذ أربعة عقود من الأزمات السياسية والاقتصادية القاتلة التي لحقت برأس النظام. النظام الذي فقد خميني ورفسنجاني وخامنئي يوشك على الهلاك مما قد يجعل النظام آيلا للسقوط من الداخل.

ثانيا، النظام على أعتاب إجراء انتخابات رئاسية والمرشحين فيها هم من قتلة الشعب الإيراني، ورد الشعب المعلن لمثل هذه المسرحيات ظل واحدا وهو "لا" والشعب يريد تغيير النظام.

ثالثا، على الرغم من أن الشعب الإيراني في الماضي، وخاصة خلال عهد باراك أوباما قوبل بالصدود وذلك بسبب اتخاذ الأخير سياسة الصداقة مع النظام القامع لانتفاضة الشعب الجماهيرية في عام 2009. ولكن الآن ينبغي على المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأميركية الجديدة أن تتبنى سياسة مختلفة عن الماضي في هذا الصدد وأن تقف بجانب الشعب الإيراني.