تركي الدخيل

برحيل أستاذ الجيل، تركي السديري، رحمه الله، تفقد السعودية أهم أعمدة الصحافة بتاريخها. أسس الراحل الشهم جيلاً كاملاً من الصحافيين، وغرس مفاهيم تتعلق بالمهنة بوقتٍ لم تكن الصحافة في البلاد شيئاً مذكوراً، بقي طوال عمره السبعيني وفياً لوطنه، وحين تنزل بالناس نائبة كان في مقدمة المحاربين والمقاتلين دفاعاً عن الوطن.

أراد لبلده التنور والانفتاح، من دون فقدانٍ للأصالة أو إنكارٍ للتراث، فخط الجريدة «الرياض» خطاً متنوراً. شغّب عليه البعض بسبب عدم فهمهم لمقاصده ومآلات طرحه. ربطته علاقة ود مع ملوك السعودية فأطلق عليه الملك عبدالله، رحمه الله، لقب «ملك الصحافيين». وكان قريباً من صديق الصحافيين الملك سلمان بن عبدالعزيز. أحبّ الخير للجميع، واشتهر بأعماله الإنسانية، فقد كان معطاءً مغدقاً، وما يبذله خفيةً أضعاف ما يعرفه الناس عنه.

رحم الله الراحل النبيل، أبا عبدالله، امتلك ابتسامةً صافيةً، وعاش كل حياته مثل النبلاء الكبار. بذل كل شيء من أجل منجزٍ صحافي، وأخذ بالمهنة من أطوار بدائية إلى مراحل متقدمة.