خالد أحمد الطراح

 نخبة من المهندسين الشباب قدّموا عملاً تطوعياً مذهلا للقضية الإسكانية، من خلال عرض مرئي، اختصر مجلدات من الدراسات الحكومية لتحديات سكانية وهيكلية تواجه الكويت.
نائب الأمة الشاب عمر الطبطبائي قدّم العرض، باعتبار «أن المشكلة السكانية قدر مشترك بين الحكومة ونواب الأمة»، أثناء جلسة مجلس الأمة 2017/4/26، ولم ينسبه لنفسه، بل حمل بإخلاص مرئيات مهنية لنقابة المهندسين الكويتية مع تحديد ضبابية رؤية الحكومة لملف الإسكان بشكل مهني، وبناء على بيانات رسمية، وليس «تبلياً» على الحكومة!
لم يتوقف النائب الطبطبائي عند حد عرض واقعي، بل حدد خلل التخطيط الهيكلي الإسكاني، وقدم أيضاً بالمجان للحكومة الحلول «لمدينة الدرة»، وليس كويت 2035 الحالمة!
المبادرون هم امتداد لسواعد شابة قادرة على التخطيط والقفز بالكويت أيضاً إلى آفاق عالية جدّاً على أسس واقعية تخدم الدولة وشعبها اليوم ومستقبلاً، في حين لو أتيحت الفرصة لهم والاستماع إلى عقول تتمنى أن ترى وطنها بأحسن الأحوال والظروف، ووضع الحلول لاختلالات سببها التخطيط العشوائي لإدارات حكومية همّشت الشعب بفئاته العمرية وشرائحه على مدى سنوات طوال!
المهندسون هم أبناء كويت اليوم وأحفاد الأمس، وهم أيضاً الذين أبهروا الشارع بمبادرات خلاقة وإبداعات من خلال مشاريع جديدة سبقت رؤية 2035، ولم يكن لمجلس الإدارة السابق للصندوق الوطني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة دور فيها، كالمحفظة الحرفية للبنك الصناعي الذي حقّق نجاحاً في دعم وتأهيل المبادرات، وتحفيز الشباب على المشاركة في تنمية إبداعية وتحقيق تطلعاتهم من خلال قروض ميسرة وإجراءات مشجّعة للمضي في الإنجاز، وليس عرقلة مشاريع خلاقة على أساس شراكة ومساهمة بشروط تعجيزية، كما عمل مجلس الإدارة السابق للصندوق!
مبادرات اليوم هي في الواقع ترجمة لرؤية ثاقبة، تمناها لوطنه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح ـــ طيب الله ثراه ـــ في تبنّي وتوفير بيئة خلاقة للشباب، التي بموجبها تم تأسيس الشركة الكويتية لتطوير المشروعات الصغيرة على يد ربان سفينة الاستثمار الأخ العزيز علي الرشيد البدر الذي تعثّر عملها في ما بعد، وتحديداً بعد ترجله ورحيل الرئيس المؤسس للشركة الدكتور عدنان السلطان!
وتجسيداً لرؤية الأمير الراحل في نقل فكرة مشروع سيليكون فالي الأميركي SILICON VALLEY إلى الكويت، تم تأسيس، من بئر المال العام، الشركة الكويتية لتكنولوجيا المعلومات (إنتك)، وخطت الشركة خطوات في الاتجاه السليم في بداياتها تحت مظلة هيئة الاستثمار، إلا أنه تم في ما بعد التضييق على الشركة من خلال تخفيض رأس المال المصرّح به، حتى حدا الأمر باستقالة رئيس وأعضاء مجلس الإدارة، وهو كان الهدف من التضييق، والدليل أن رأس المال المصرح به عاد كما كان عليه بعد استقالة أخوة أفاضل؛ كالدكتور عدنان السلطان، والدكتور فهد الراشد!
خرجت من رحم الشركة شركة غلوبل أنوفيشن GLOBAL INNOVATION للاستشارات بإدارة عدد من الوافدين، منهم من جاء من ميدان الصيدلة، مما أدى إلى خروج طاقات كويتية شابة كان يفترض المحافظة عليهم وتأهيلهم للقيادة بدلاً من البذخ برواتب عالية وتدريب وافدين من المال العام تجسيداً لجوهر المشروع الأساسي الذي استهدف الشباب الكويتيين، وليس غيرهم!
لدينا مبادرون، ولدينا أيضاً مخرِّبون!
هكذا تنسف رياح التناقض في بلدي المبادرات الوطنية؛ حتى لا يكون للشباب دور في صناعة المستقبل!