مروان الشمالي

أكدت تقارير أن خطط إيران التمدد من غرب العراق إلى سورية، وطرق الوصول إلى المتوسط في لبنان وسورية لم تعد سرا، مشيرة إلى أن هذه الخطط يجري تعديلها بحسب الحاجة والصعوبات. وأشارت التقارير إلى ما كشفت عنه صحيفة «أوبزرفر» البريطانية في وقت سابق، عن خطة إيرانية لتأمين خط بري بدأ العمل عليها منذ 2014، وهو يمتد عبر إقليم كردستان العراق، والمناطق الكردية في شمال سورية، وصولا إلى حلب، لافتة إلى أن هذا المشروع واجهته صعوبات، لا سيما أن القوى الموجودة على طول مساره ليست صديقة لإيران، خصوصا أكراد سورية الذين يقيمون علاقات وطيدة مع القوات الأميركية. لذا، فقد اختارت طهران مسارا آخر يعمل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وأتباعه في العراق وسورية على تنفيذه.
مسار جديد 
حسب صحيفة «جارديان» البريطانية، فإن المسار الجديد انتقل 140 ميلا إلى الجنوب، لتجنب الاقتراب من القوات الأميركية، مشيرة إلى أن الإيرانيين يخططون لاستخدام بلدة الميادين في ريف دير الزور مركزَ انتقال بين البعاج في غرب العراق والداخل السوري، ثم إلى السخنة في ريف حمص، ومنها إلى دمشق ولبنان والساحل السوري. 
ومن جانبه، ذكر موقع «بولتن نيوز» المقرّب من الدوائر الأمنية الإيرانية، أن تنظيم الحشد الشعبي في العراق سيتولى المهمة، مبينا أن التحركات العسكرية الأخيرة للحشد الشعبي مرتبطة بالهلال الشيعي في المنطقة.
تأمين الإمداد العسكري 
يذكر أن قيس الخزعلي زعيم ما يسمى «عصائب أهل الحق» التابعة لإيران، والمنضوية في الحشد الشعبي، أعلن قبل أيام أن منظمته ماضية في مشروع إقامة البدر الشيعي وليس الهلال الشيعي، مشيرا إلى إمكان انضمام منظمته إلى الحرس الإيراني وحزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن وأتباعهم في سورية والعراق. وفي هذا السياق، ذكرت مصادر في إيران، أن قاسم سليماني، اجتمع مع قيادات عسكرية في طهران مؤخرا، لتأمين خط إمداد عسكري يربط طهران بالبحر الأبيض المتوسط، عن طريق سيطرة قوات الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية، وفرض واقع عسكري جديد في سورية، تحت مزاعم محاربة تنظيم داعش في سورية والعراق.

مشروع توسعي 
أكدت المصادر، أن سليماني نقل عدة سرايا عسكرية، مشكّلة من لواء «فاطميون» الأفغاني الشيعي، وقوات التعبئة التابعة للحرس الثوري إلى العراق، كي تشارك إلى جانب قوات الحشد الشعبي في معارك سورية. 
وحسب المصادر، فإن قادة الحرس الثوري الإيراني اعتادوا الحديث عن أهمية القوات الشيعية العابرة للحدود للمشروع الإيراني التوسعي في المنطقة، حتى أصبح انتشار تلك القوات يقدم بوصفه إنجازا عسكريا إيرانيا يتحدث عنه قادة الحرس الثوري في معظم لقاءاتهم الإعلامية وخطبهم العسكرية.