أمجد المنيف

لا يمكن ذكر قائمة القضايا، ذات الأولوية القصوى، دون المرور بـ"مكافحة التطرف والإرهاب"، والتي تأتي بصيغ متنوعة، تختلف طريقة مكافحتها والتعاطي معها بحسب الزاوية، سواء كان حربيا أو ماليا أو فكريا.. الجانب الأهم، والذي يشمل الأنواع الثلاثة، بطرق مباشرة وغير مباشرة، هو تقويض انتشار محتوى التطرف والإرهاب.

اختار ملتقى "مغردون"، هذا العام "محاربة التطرف والإرهاب" عنوانا له، كأحد أهم برامج "قمة الرياض"، التي جمعت الولايات المتحدة الأميركية بالعالمين العربي والإسلامي، من أجل هذا الداء، ووضعت تعريفات واضحة للإرهاب، وسمّت التنظيمات التي تدعمه، والحكومات التي ترعاه، وتحديدا إيران.

الأحاديث الملهمة في الملتقى كثيرة، وتحتاج الوقوف عليها من خلال مقالات متعددة، لكني أود البدء بحديث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات، والذي أكد "أن 60% من المنضمين لتنظيم "داعش" الإرهابي قدموا من أوروبا، وذلك بعد أن تحولوا إلى الإسلام بوعي ضعيف".

الشيخ عبدالله تحدث بمباشرة للحكومات الأوروبية عن تخاذلهم في محاربتهم هذا الفكر، وهذا حقيقي، ففي نفس الوقت التي تطالب به هذا الحكومات، حكومات المنطقة، بالعمل المضاعف للمكافحة، تقف شبه متفرجة، تنظر وتنتقد وتطالبنا بالعمل. على الحكومات الغربية، الأوروبية على وجه التحديد، أن تعي أن هذه المشكلة عالمية، ليست مرتبطة بدين أو عرق أو شعب. الخلاص منها يحتاج عملا جادا مشتركا.

وحتى نكون موضوعيين، لم نقل لمثل هذا الحكومات عن إخفاقاتها، في محاربة التطرف والإرهاب، نحاول أن نبرر باستمرار، وندافع كمدانين، ونبادر لأن نكون جزءا من الحل، وهو أمر محمود، لكن على الآخرين أدوارا يجب أن يقوموا بها. نطور من تشريعاتنا سريعا، للحد من هذه المشكلة، لكنهم بطيئون، يتحججون بأشياء عدة، حرية الرأي إحداها، تماما كما قال عادل الجبير، وزير الخارجية السعودية، في نفس المناسبة، وفي الوقت نفسه يلومون الآخرين، دون العمل على أي تدابير وقائية.

لن تكون هناك حلول تأتي من العدم، لا بد أن تعي الحكومات، التي لم تكن مشاركة في "قمة الرياض"، بأهم ما جاء في نتائج القمة، والقائم على (عزل إيران)، ذات الأيادي الملطخة بالدم، في عدد من مناطق الصراع، والتي تفاخر بكل بجاحة بأدوارها.. والسلام..