سلطان محمد النعيمي

«قمة الرياض بحضور ترمب ضد إيران، لا قيمة سياسية لها وهي مسرحية» تصريح ينم عن لامبالاة بتلك القمم، وبالتالي عدم التطرق لها من الأساس. إذن هذه هي قراءة النظام الإيراني للقمم التي عُقدت في الرياض مؤخراً.

يتساءل القارئ عن قائل العبارة سابقة الذكر وحقيقة القراءة الإيرانية. ندعوه هنا لتتبع السطور القادمة لنصل إلى حقيقة تلك القراءة.
ما إن تم الإعلان عن عقد القمة بين كل من الرياض وواشنطن، ثم بين قادة دول مجلس التعاون والرئيس الأميركي دونالد ترمب، تليها القمة العربية الإسلامية مع الرئيس ترمب في الرياض، حتى بدء من يصف تلك القمم بأنها لا قيمة سياسية لها، بسيل من التصريحات المنتقدة لها.

يبدأ حسن روحاني سباق التصريحات بقوله بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الإيرانية، أن «هذه الانتخابات حملت رسالة تعزيز الديمقراطية في المنطقة دون الحاجة للقوى الكبرى». يتساءل القارئ وأين تلك الانتخابات من رأس هرم السلطة الذي بيده كل شيء، والذي من الممكن أن يبطل رأي الشعب الإيراني واختياره لرئيسه في حال رفض تأييد انتخابه. هل هذه الانتخابات التي يسعى ويتطلع لها الشعب الإيراني؟ التشدق بأعداد المقترعين لا تعدو في نظر النظام الإيراني عن أنها تعزيز لشرعيته، وبالتالي يلاحظ أن المرشد لم يأت على ذكر الرئيس المنتخب، وإنما أكد أن الفائز هو الشعب والنظام الإيراني.

وزير الخارجية الإيراني يقول: «نحن نستخلص استقرارنا من الشعب وليس من التحالفات». قاسم سليماني إلى روسيا في زيارات متكررة سعيا لتشكيل تحالف يدعم ما يطلق عليه النظام الإيراني بـ«محور المقاومة»، وإنقاذا لنظام بشار الأسد وخطورة سقوط نظامه على محور المقاومة. نسخة إلى وزير الخارجية الإيراني الدكتور محمد جواد ظريف.

«رسائل هذه الزيارة دعم الإرهاب وإثارة الحروب في المنطقة، وإيجاد التفرقة بين الدول المسلمة»، هذا ما قاله المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، يأتي بعده رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني ليقول: «إن تنجح واشنطن في منع تزود الإرهابن بالمال والأسلحة والقوات من بعض دول الخليج فلن نشهد وقوع حادث 11 سبتمبر (أيلول) وقتل وجرح آلاف من الأبراء ف العراق وسورا ولبنان». 

يلتفت القارئ إلى كاتب هذه السطور ويطالبه بإرسال نسخة إلى من آوى عناصر «القاعدة» في أراضيه وساعدهم على القيام بتفجيرات الخُبر في السعودية، وكذلك نسخة إلى وزارة الخزانة الأميركية، لتقوم بتذكير النظام الإيراني بالأدلة التي تؤكد تورطه في تمويل الإرهاب وتسهيل مرور العناصر الإرهابية لمناطق التوتر. وقبل المضي من هذه النقطة يلتفت القارئ من جديد لكاتب هذه السطور، ليرسل نسخة إلى النظام الإيراني عن جرائم الميليشيات التابعة له، وما قامت به من فظائع في العراق وغيرها.

أمير عبد اللهيان، مساعد وزير الخارجية السابق ومستشار رئيس البرلمان الإيراني يقول: «إن أمرکا تسع لإضعاف العالم الإسلام وبث الخلافات ف المنطقة، ويجب على دول المنطقة أن تكون على يقظة من هذه الإجراءات، وذلك لأن أميركا والسعودية تسعيان لزيادة النزاعات...». 

من جديد نسخة إلى حكومة حسن روحاني التي ليس لها حول ولا قوة سوى الانضواء تحت رغبة النظام الإيراني ومؤسسة الحرس الثوري التي تصنع الخلايا والميليشيات في الدول العربية والإسلامية وتؤجج الطائفية، ليس فقط لتقسيم الدول الإسلامية، وإنما لتفتيت المجتمعات على مرتكز الطائفية وخلق دول داخل دول. نسخة إلى من يعتبر المدعو «حزب الله» نموذجا وقوة إقليمية، وبالتالي كيف هو النظام الإيراني وما يقوله عبد اللهيان عن تقسيم الدول؟

إذن من يسعى إلى تقسيم الدول الإسلامية؟ نسخة إلى القارئ.
يعود رئيس البرلمان الإيراني بالقول: «إن التارخ ثبت تورط السعودة منذ البداة ف النزاعات... إلخ». القارئ قائلاً: نسخة إلى من يقول إن الطريق إلى القدس يمر عبر كربلاء. نسخة إلى من يوجد هو وميليشياته ومحور مقاومته على تخوم الاحتلال الإسرائيلي. نسخة إلى من قال لإسماعيل هنية «نتطلع إلى جهودكم لتجذير المقاومة امتدادا للخط الجهادي لحركة حماس». نسخة إلى من بعد عبور كربلاء والوصول إلى تخوم الاحتلال الإسرائيلي قال، إن إسرائيل ستزول بعد 25 سنة من الآن.

بعد كل ما تقدم نعود لنسأل القارئ حول من قال العبارة التي جاءت في بداية هذا المقال. قائلها هو الرئيس الإيراني حسن روحاني. أما عن تساؤل القارئ عن حقيقة القراءة الإيرانية لقمم الرياض، فنجيب عنه بسؤال وهو، هل بعد ما تقدم وسيل تلك التصريحات التي هي غيض من فيض هي في منظوره قمم لا قيمة سياسية لها ومجرد مسرحية؟
الإجابة عند القارئ الكريم.