عيسى الحليان

تقوم كثير من النظريات والدراسات حول مفهوم الإعلام الاجتماعي الجديد، ومنها نظرية التسويق الاجتماعي التي تتناول عملية الترويج للأفكار والمفاهيم التي تعتنقها النخب ثقافياً إلى أن تصبح فيما بعد قيمة اجتماعية معترفا بها جماهيرياً. وكثير من هذه الدراسات تتناول اليوم دور شبكات التواصل الاجتماعي تحديدا وتنامي دور الشباب من خلالها في رسم خريطة التغيير في العالم العربي، هذا التغيير الذي يفترض أن يسبقه تغيير في الذهنيات السياسية والفكرية والاجتماعية، بل والبنى الثقافية ككل، حتى يتم التعامل مع قوى التغيير دون صراعات اجتماعية أو فكرية تذكر، خصوصاً أن ما يطرأ من تبدل مجتمعي قيمي أو مفاهيمي في هذه المجتمعات، يحدث معه اليوم أثر في جملة من الممارسات والسلوكيات السياسية والاجتماعية والفكرية والتي تؤثر في بناء وتراكمية الثقافة العامة للمجتمعات الجديدة.

وتصنف كلية شيريديان Sheridan المتخصصة في التقنيات والإعلام الاجتماعي، الإعلام الرقمي في الذي يقدم بشكل تفاعلي ويعتمد على إدماج النص بالصورة والفيديو بالصوت في صوره ثلاث منصات جديدة أخطرها على الإطلاق شبكة Online وتطبيقاتها مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب ومواقع الدردشة والبريد الإلكتروني وغيرها.

وخطورة مثل هذه المنصة التي لا تعمل من فراغ وأن بدا لك ذلك، لا تكمن في مسألة تبادل المقاطع والأشرطة والتعليق على الأحداث السياسية والاجتماعية وعملية تفسيرها وما يصاحب ذلك أحيانا من نكت سياسية واجتماعية ذات مغزى، ولا في كونها تعلي من حالات الفردية في التعاطي مع هذه الشبكات، بل الخطورة في هذه المنصة كونها تستمد دورها من السياقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الراهنة وصيرورتها الآنية والسعي لتوصيفها وتفسيرها إلى أن تصل إلى مرحلتها النهائية وهي عمليه توظيفها، وبالتالي لا تكمن القيمة التبادلية لمحتوى هذه المعلومات على تحمله من مضامين سياسية وفكرية واجتماعية وثقافية، بل تتجاوزها إلى السعي الحثيث في عملية التسويق الجديد لمضامينها لها دون الأخذ بعين الاعتبار السعة الرقمية المتاحة لهذه المجتمعات سياسيا واجتماعيا وثقافيا.