سمير عطا الله

حرَّك مقال ثانٍ كتبه الدكتور مصطفى الفقي عن محبِّركم المخلص، مشاعر وذكريات كثيرة طوتها السنين، كما استدعت تصحيح بعض الوقائع.

والتصحيح استوجب، للأسف، شيئاً من مخالفة فضيلة التواضع. فكان أن أشرت إلى أن الأستاذ محمد حسنين هيكل كتب في مقدمة أحد كتبه أنه كان في مرحلة سابقة يكتب بالإنجليزية، معتمداً ثلاثة مترجمين، هم: المصريان الأستاذ محمد حقي، والدكتور عبد الوهاب المسيري، والموقّع أعلاه.
لا قبل ولا بعد. لقد نسبتُ كلاماً من كلام ورد على قلم الأستاذ هيكل، وبتوقيعه، وفي كتاب لم يقل أحد إنه مزور أو منحول. وقد رأى الدكتور وحيد عبد المجيد أن يعلق على الأمر في «الأهرام» فوصفني، مشكوراً: «بالكاتب الكبير» ليصحح أن هيكل لم يتوقف عن الكتابة بالعربية أبداً. وهذا طبعاً واضح. إنما أنا كنت أشير، طبعاً، إلى ما كتبه هيكل حول الكتب التي وضعها بالإنجليزية خلال فترة منع كتبه في مصر.
وفي أي حال، اعتبرتُ مقال الدكتور وحيد عبد المجيد شهادة ومكسباً. فعندما أفكر بالكتّاب العرب المحترمين، يخطر دائماً بين الأولين. لكن الدكتور عبد المجيد عاد إلى الموضوع نفسه ليعلق على رسالة جاءته من الأستاذ محمد سلماوي، الذي قال إن هيكل بعد نشر كتابه في بيروت، وجد الترجمة اللبنانية غير متطابقة مع المعنى المصري. وتحدث عن ذلك في اجتماع مع محرري «الأهرام».
لست أشك لحظة في رواية ومصداقية الأستاذ سلماوي، مع أنه ربما بسببها أنزلني الدكتور وحيد من مرتبة «الكاتب الكبير» إلى «الكاتب المعروف». ولعلها أكثر دقّة. غير أن كلاً من الكاتبين الكبيرين، كلف نفسه مناقشة خارج النقاش. هناك مرجع واحد لما قلته، هو مقدمة محمد حسنين هيكل لكتاب، وكيف أتى على ذكر اسمي. لم أخترع، ولم أبتدع، ولم أدَّع، رغم أن صناعة تقويل الأموات حيّة لا تموت، وشابة لا تشيخ، ورخيصة لا تكلف أكثر من اعتداء آخر على الطيبين والميتين، وهذه الهنّة الدائمة الابتلاء.
إذن، بنيت ذلك المقال على كلام من هيكل. ولم أورد نصه؛ لأنه لم يخطر لي أن الدكتور وحيد عبد المجيد سوف يعلله، وأن الأستاذ محمد سلماوي سوف ينفيه، استناداً إلى كلام شفهي منسوب إلى صاحب الشأن.
إلى اللقاء.