علي سعد الموسى

في تصريح غيبوبة مثير للشفقة، يقول سمو الشيخ، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري ما نصه بالحرف: إن الحملة الإعلامية ضد دولة قطر قد وصلت إلى مستويات متدنية وبذيئة طالت حتى أعراض رموز الدولة. جملته هذه ظلت معروضة على الشريط الإخباري لقناة الجزيرة لأكثر من أربع وعشرين ساعة. ومن الواضح تماماً أن الكارتيل الحاكم في الشقيقة قطر، وبرمته لا يعيش في الدوحة ولا يدرك من يدخل شوارعها ولا من يخرج منها، ومن نافذة فضائيتها الشهيرة. أنا، مثلكم لا أشاهد الإنسان القطري في قناة الجزيرة إلا قارئاً لأخبار الرياضة أو مستعرضاً للنشرة الجوية، ولهذا لم أستغرب على الإطلاق تصريح وزارة الخارجية لأنه قادم من عقل «خارج نطاق التغطية». وزير يطرح سؤال الابتداء عن حفلة الردح والشتم وكأنه لا يتابع سوى قنوات «مزيكا» أو «وناسة».
معالي الوزير: دعني أذكرك بشيء مما لا يمكن أن تتذكر: قبل عقد من الزمن، احتلت أو اقتحمت فرقة إرهاب مارقة مجمع سعد السكني على مشارف مدينة الخبر السعودية، واحتجزت عشرات الأبرياء من جنسيات عالمية مختلفة، وكانت تتلذذ بإخراج الجثث على مدار الساعة. ما الذي فعلته قناة الجزيرة يوم أن كان سموكم مشغولاً بمتابعة قناة «مزيكا»؟ كانت الجزيرة، ومن الدوحة، تفتح اتصالها المباشر مع المجرم قائد الخلية، وعلى رأس كل نشرة أخبار طوال ذلك اليوم في تحد سافر لكل القيم الإنسانية وفي انتهاك أقرب إلى الفضيحة وإلى «العهر» الإعلامي، الذي لا تجرؤ أن تفعله حتى القيم الحيوانية التي ستربأ حتماً بنفسها عن مثل هذا الفعل. أنا أتحدث يا معالي الوزير عن حقيقة صارخة كانت «بالصوت» المباشرة على قناة تبث من قلب الدوحة. هل يمكن لكم تبرير الاتصال بإرهابي ومن قلب الحدث. أنا واثق أنكم لن تقبلوا يومها بمثل هذا ولكم العذر فالقناة «كانتون» ينضح بكل دناءة الأخلاق والقيم. ذهبت إليها شخصياً من قبل لمرتين ويؤسفني أنني لم أشاهد فيها القطري. هل يعقل يا معالي الوزير أن تتحدث عن المبتدئ إلى المستوى المتدني البذيء في حملات الإعلام، وكأنك لا تعلم أن أشرطة بن لادن والظواهري كانت تصل إلى الدوحة بالبريد السريع إلى العنوان الرسمي. يتحدثان من الدوحة عن «جزيرة العرب» وكأننا شعب سعودي طارئ على التاريخ دون هوية أو اسم. هل نذكركم، يا معالي الوزير، عن أفلام الزيف الوثائقية على ذات القناة التي كانت تسخر من رموزنا السياسية بشكل سافر. هل نعيد إليكم، معالي الوزير، آخر رسم كاريكاتوري عن مفتي المملكة، ما قبل الأمس بكل ما يحمله سماحته في وجدان وضمير شعب.