محمد الوعيل

لم أستغرب ارتماء النظام القطري في حضن نظام الملالي في طهران، فالعلاقة الاستراتيجية بين نظامين أصبحت علنية بعد أن كانت ترتدي ثوب الحياء، لأن ما يجمع النظامين اتضح أنه أكبر بكثير مما كنا نتوقع.

لا يهمنا كخليجيين.ـ وفي المقام الأول كسعوديين ـ دعم إيران، ولا وصول قوات وميليشيات لحماية نظام الأمير القطري تميم بن حمد، ولكن الكارثة في أن هذا النظام القطري احتمى بـ"العدو" التقليدي لدول الخليج، وهو إيران، واستدعى قوات تركية لحماية وجوده في سابقة تحدث لأول مرة في خليجنا العربي، وهو ما يؤكد مزاعمه وجعجعاته في استمرار التحدي المأساوي بدلاً من النظر إلى نفسه في مرآة الواقع ومعالجة خيباته المتكررة وسلوكياته الخاطئة والخطرة.

هذا الاستدعاء القطري لإيران، يعكس عدم ثقة هذا النظام في نفسه أو قدراته أمام شعبه على الأقل، يعزز هذا ارتماءه في أحضان قوى غير عربية طلباً للحماية، وهو ما يبدو مقنعاً للكثيرين بأن تشدقه بالعروبة والإخاء والوحدة الخليجية، ما هي إلا مخالب قطٍّ ظاهرية لتحقيق مآربه وأجندته العدائية التي ظل يمارسها طيلة أكثر من عقدين من الزمان ضدنا جميعاً.. وترك الحبل على الغارب لأموال شعبه بأن تُصرف على جماعات وميليشيات الإخوان والإرهاب، تسبب القلاقل خليجياً وعربياً، وبالمثل كانت أذرعه الإعلامية تمارس نفس الدور الخبيث دون حياء أو أية مراجعة على الأقل.

التحالف الشيطاني الجديد، يكشف لنا حقيقة العداوة المتأصلة في نفس هذا النظام منذ انقلاب العام 1995، ويجعلنا مكالبين أكثر من أي وقت باستئصال هذه النبتة الخبيثة من بيننا، بالضبط كما نبذل كل الجهود لمحاربة ظاهرة الإرهاب المتسلط على أعناقنا للأسف بدعم قطري وإيراني أيضاً لكل جماعات الإرهاب السياسي والاغتيال المعنوي لكل مظاهر الاستقرار في منطقتنا الخليجية والشرق أوسطية.

وها هو النظام القطري، الذي استقوى على أشقائه وجيرانه عبر قاعدة "العيديد" الأمريكية، ظنا منه أنها تحميه، يعاود نفس السلوك الاستعلائي والاستقوائي بطلب نجدة إيرانية وتركية، نفهم جيداً مغزى الأولى بتحقيق حلمها في التوسع خليجياً لاستعادة امبراطوريتهم الفارسية وبشكل طائفي هذه المرة.. لنكون أمام تحالف شيطاني يجد صمتاً مخجلاً من بعض من باعوا أوطانهم وصدَّعوا رؤوسنا كثيراً بالولاء لإيران وصفقوا لممارساتهما الشيطانية.

وبدلاً من أن يحتمي نظام الأمير تميم بأشقائه، ويراجع نفسه، ها هو يقدم الدليل تلو الآخر، على أنه نظام لا يستحق أن يكون بيننا.