سعيد السريحي

احتفينا في حقبة من الزمن بكتب سيد قطب حتى تبين لنا خطرها، رحنا نجمعها من مكتبات مدارسنا وجامعاتنا، نقي الطلاب والطالبات من الوقوع في براثن ما تحمله تلك الكتب من فكر متطرف يشكل الدعامات الأولى والقاعدة التي يرتكز عليها الإرهاب.

واستدرج القرضاوي حقبة من الزمن بعض من يحسبون على الدعوة ممن كانوا يحسنون الظن به فيتبعونه عن جهل أو يدركون مقاصده وأهدافه فيتبعونه مشاركة منهم لتلك الأهداف والمقاصد، وفي الحالين بقي القرضاوي لدى بعض منا عالما يصغون إليه إذا تحدث ويقرأون له إذا كتب، وحين كون القرضاوي عصابته التي ادعى أنها «الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين» تهافت على الالتحاق بعضويتها والظفر بمراكز متقدمة من بين كوادرها، حتى إذا ما تبين الأمر رحنا نلم كتب القرضاوي من مكتبات مدارسنا وجامعاتنا كما فعلنا من قبل مع سيد قطب، ونتساءل عما سوف يفعله أولئك الذي انضموا تحت لوائه وعلقوا على صدورهم عضوية الاتحاد الذي يرأسه.

غير أن الأهم من مصادرة كتب هؤلاء الذين أسسوا لجماعات الإسلام الحركي أن يتصدى علماؤنا وباحثونا لكشف ما تنبني عليه كتب هؤلاء من زيف، وما تقوم عليه من محاولة التذرع بالإسلام لتحقيق مكاسب حزبية على نحو يهدف إلى تأليب الشعوب وإشعال الفتن وإشاعة الفوضى، كي يتحقق لهم ولأحزابهم ما يتطلعون إليه من وصول للسلطة، وبدون ذلك سوف يبقى الفكر الذي حملته تلك الكتب يسري بين الناس على يد من تتلمذوا على يد القرضاوي وأشباهه.