مشاري الذايدي

من الحجج التي يرددها الغاضبون من معاقبة «السياسات» القطرية: وماذا عن المتطرفين في السعودية وبقية الدول التي تحاسب قطر؟
هي حجة متذاكية، ليست نقية الهدف، الغرض منها إحباط العزم القائم على إنهاء حقبة العشرين عاما من التحالف القطري الإخواني الخميني.
سمعت هذه الحجة آخر مرة على لسان صحافية في القناة الفرنسية الناطقة بالعربية، وبالمناسبة لاحظت أن أغلب الخدمات العربية للقنوات الأوروبية منحازة لجماعة «الإخوان»، ولكل ما هو ضد السعودية ومصر والإمارات والبحرين، ملاحظة عابرة يعني، ليس في مسألة قطر، بل في كل المسائل!
نرجع للموضوع، والحق أنه إذا تجاوزنا النوايا «العاطلة» في هذا الكلام، وركّزنا على لبّ الاعتراض، فإنه أمر يستحق النقاش والمباحثة.
هل في السعودية أشخاص يحثّون على التطرف ويشجعون الجماعات الإرهابية؟
هل في السعودية أناس، لم يحاسبوا بعد، ناصروا «القاعدة» و«النصرة» و«داعش» و«حزب الله» والحوثي، وشتموا مصر والإمارات، وبثّوا الدعايات السوداء ضد العهد المصري الحالي، و«استظرفوا» دمهم بشتيمة «الرزّ» الشهيرة، أو بنبز أهل الإمارات بدحلان الفلسطيني؟
نعم هذا موجود لفترة قريبة، وأسماء الناس معروفة، وكلامهم في «تويتر» وغير «تويتر» معلوم؛ بل إن منهم من كان لديه مواقع مهمة في الجامعات والإدارات المحلية والإقليمية. غير أن الإنصاف يقتضي القول إنه ومع شراسة وتعقيد المعركة مع هؤلاء القوم، فإن المعركة بدأت فعلاً، وهي معركة ستأخذ وقتاً وجهداً مديداً.
أولى الضربات القوية كانت بعهد الراحل الملك عبد الله، حين تمّ تصنيف مجموعة من الجماعات بوصفها إرهابية محظورة، وكان منها جماعة «الإخوان» نفسها، وطبعاً الجماعات الخمينية.
حاول أنصار «الإخوان»، وهم كثر، الالتفاف على القرار، بتجاهله، والعمل كأنه غير موجود، وأخيرا في عهد ملك الحزم سلمان، هبّت رياح الحزم على المرتكز المالي والسياسي والإعلامي لـ«الإخوان»، دولة قطر في عهد حمد العلني الماضي، والسرّي حاليا.
الأمير محمد بن سلمان قال بمقابلته الشهيرة مع الصحافي داود الشريان، إن السعودية انتهت من حقبة ما بعد 1979، يعني مرحلة المدّ الخميني الإخواني، وتعدّها من الماضي، وكان الرجل يعني ما يقول تماما.
نعلم عن وجود المتطرفين والمتعاطفين؛ من خطباء وصحافيين وأكاديميين، وغيرهم، ومن أجل ذلك تمّ تصنيف «الإخوان» جماعة إرهابية، وتحذير من يناصرها أو يدافع عن سياسات قطر الحالية.
التحذير هو من أمر حقيقي موجود، كما يقول المنطق!
بقي القول إن الأصل أن يفرح من يعاتب السعودية بموقفها الحالي، إن كان فعلاً حريصاً على نجاح المواجهة السعودية مع المتطرفين.
إن كان...