محمد الدعفيس

يبدو الإهداء لافتاً في كتاب «معركة اليونسكو» الصادر عن دار مدارك لمؤلفه زياد الدريس، حيث يقول فيه «هذه الكتابة ليست في رثاء المرشح (الراحل) غازي القصيبي.. بل في رثاء العربي (القادم) إلى منظمة اليونسكو!».
ويرى الدريس أن معركة اليونسكو هي الوحيدة التي خسر فيها القصيبي، لكنه لا يكف عن التغني بهذا الأخير، فهو يراه «ظاهرة واستثناء ونسيجا وحده. هو الأكاديمي، الشاعر، الروائي، السياسي، الدبلوماسي، الكاتب السلس، المتحدث الآسر، المتفق عليه والمختلف عليه».

القصيبي ينهزم 


ربما هُزم غازي في حياته من قبل، مرة واحدة أو أكثر من مرة، وربما لم يحدث ذلك. لكن المؤكد أن الناس لا يعرفون هزيمة لغازي القصيبي، رغم مشواره المليء بالغزوات، أكثر من هزيمته عام 99 في معركة اليونسكو.
في 12 نوفمبر 1998 وجّه رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو رسالة إلى أعضاء المجلس يدعو فيها حكومات الدول الأعضاء إلى أن توافيه سرّا بأسماء الشخصيات التي يمكن النظر في ترشيحها لشغل منصب المدير العام للمنظمة، خلفاً للإسباني فيدريكو مايور الذي تنتهي ولايته في 14 نوفمبر 1999. 
لم يتوان وزير المعارف السعودي الأسبق د. محمد بن أحمد الرشيد (رحمه الله) عضو المجلس التنفيذي للمنظمة آنذاك، بديناميكيته المعهودة ووطنيته الساخنة، في إدراك أهمية الإفادة من هذه الفرصة لتتسنّم المملكة رئاسة ثاني أكبر منصب دولي في العالم، كما أن هذا المنصب الدولي لم يتولّه من قبل أيّ شخصية عربية أو آسيوية. وقد وجد أن القصيبي بحكم خبرته وقدراته الإدارية ومواهبه الأدبية والثقافية والفنية والسياسية هو الأجدر بهذا المنصب.
يقول الرشيد «حين اتصلت بالدكتور غازي لأبلغه، لم يكن متحمسا ولم يعطني الجواب القاطع إلا بعد مضي أكثر من شهر، ومن اللافت أنني عندما عرضت عليه الفكرة لم يكن يعرف الشيء الكثير عن اليونسكو، ولكن بعد فترة بسيطة أصبح ملماً بتاريخ وبرامج وفلسفة اليونسكو أكثر من إلمام بعض المختصين بها.. وهذا ما أدهشني!».

بداية العلاقة


بدأت العلاقة الثنائية بين القصيبي ومنظمة اليونسكو عام 1999، ثم أصبحت (رسمياً) طرفاً ثالثاً في هذه العلاقة حين صدر قرار تعييني مندوباً دائماً للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو عام 2006.
بدأت عرى العلاقة الثلاثية باتصال سريع من الدكتور غازي على هاتفي الجوال بعد صدور قرار التعيين، وبادرني هكذا:
ـ ألو.. سعادة السفير، معك غازي القصيبي.
ـ أهلاً.. معالي السفير والوزير والخبير.
ـ بمناسبة وصفك لي (الخبير) لا بد أن أجلس معك جلسة، خاصة قبل أن تغادر إلى باريس، وأعطيك (خبرتي) في اليونسكو ودهاليزها، من خلال تجربة الانتخابات السابقة.
ـ الخبرة الفانتازية حصلتُ عليها من رواية (دنسكو)، تبقّى لي أن أعرف منك الخبرة الواقعية.
ـ (دنسكو) شبه واقعية!
أردت أن أغيّر مجرى الحديث بعيداً عن جدليات (دنسكو) النقدية، فقلت:
- المهم أن تكون «سونيا» بطلة الرواية، شخصية واقعية، أريدك أن تدلّني في أي دهاليز اليونسكو هي؟!
أجابني فوراً: السيدة سونيا هي الفانتازيا الوحيدة في الرواية.. للأسف يا زياد لن تجد سونيا في اليونسكو.
قلت له في ختام المكالمة: هذه صدمة.. فمِن أهم ما دفعني لقبول العمل في اليونسكو هو البحث عن سونيا، والانتقام لك منها!
ضحك، رحمه الله، ثم اتفقنا أن نلتقي من أجل درس (الخبرة الواقعية). والتقينا بعد تلك المكالمة، التي جرت في أبريل 2006، أكثر من مرة، لكن لم يعطني الدرس الموعود إلا في أبريل 2009!!

معركة الانتخاب


كان أمام اليونسكو أن تختار زعيمها القادم من بين 11 مرشحاً من مختلف جهات العالم. لكن الدلائل كانت تشير إلى أن المنافسة ستنحصر بين القصيبي والياباني كوتشيرو ماتسورا. الحق أن المعركة الانتخابية كانت بين غازي واليابان!
في الدورة الأولى والثانية والثالثة من التصويت، كان المرشح الياباني الأكثر أصواتا بين المرشحين جميعا والقصيبي هو الذي يليه دوماً. حتى حصل ماتسورا على العدد الكافي له للفوز بالمنصب (أكثر من 30 صوتاً) دون الحاجة لخوض الجولتين المتبقيتين الرابعة والخامسة. انهزم القصيبي.. دون حاجة لتلطيف العبارة، لأن غازي نفسه بشجاعته وواقعيته المعهودة هو الذي صرح لاحقاً: «إن هزائم اليوم يمكن أن تتحول إلى انتصارات الغد بشرط أن نواجه أنفسنا ونواجه الحقائق فنسمي الانتصار انتصاراً ونسمي الفشل فشلاً». قال الكاتب العراقي د. عزيز الحاج، أحد شهود تلك الانتخابات حين كان مسؤولاً في اليونسكو «تميّزت حملة القصيبي الانتخابية بالموضوعية والنزاهة وعفّة اللسان وسلامة الأساليب والأخلاقية العالية، ولم يمسّ في بياناته وتصريحاته أي دولة من الدول ذات المرشحين، كما ترفّع عن الرد على بعض المهاترات. وهكذا كشفت تلك المعركة الدولية، رغم الخسارة لصالح المرشح الياباني، عن قوة شخصية القصيبي ورصانته، بجانب مؤهلاته الأخرى».

نجومية


في ختام أمسيته الشعرية اليونيسكية التي حضرها قرابة 1000 شخص من الجمهور الفرنسي والعربي، وتجلّى فيها بقصيدته المطوّلة: (سحيم)، مستثيراً بها آذان وجدران اليونسكو، للوقوف ضد الطبقية والعبودية، ومستنجداً بقيم الحرية والمساواة وحقوق الإنسان، في معقلها، أو معتقلها.. في ذلك الختام، رأيت كيف تكالب الناس على غازي يريدون توقيعه أو التصوير معه. كانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها عربياً «نجماً» من غير الفنانين أو اللاعبين، يتحاشد عليه الجمهور بهذه الصورة.
عام 1999، انهزم القصيبي في اليونسكو بـ34 صوتاً.
عام 2009، انتصر القصيبي في اليونسكو بـ1000 صوت.

من الهزيمة الأولى إلى الأمسية الأخيرة


كان اسم القصيبي قد عاد، عام 2008 يرنّ من جديد في ردهات اليونسكو.
ما الذي عاد به ؟!.. قالوا: إن القصيبي الذي لم يتعوّد الهزيمة، لن يقبل بما جرى له عام 1999، وسيعاود «غزو» المنظمة في معركة انتخابات 2009، ليحقق في اليونسكو انتصاره.
وبدأت الأسئلة تتوالى عليّ من السفراء العرب وغير العرب: هل حقاً أن غازي سيعاود الترشح لمنصب مدير عام اليونسكو في هذه الانتخابات؟
كنت أفرح بالأسئلة، ولا أريد أن أجيب عنها حتى لا تتوقف!
في نوفمبر 2008 كنت في السعودية. اتصلت بالدكتور غازي وطلبت أن ألتقيه، فاتفقنا على موعد في جدة.
قلت له عن الإشاعات والأقاويل التي تلوكها جدران المنظمة عن إمكانية عودتك للترشح في انتخابات عام 2009م. ضحك، وهو يعبث بسبحته الصغيرة بين يديه الكبيرتين.
قلت له، بإصرار مفاجئ: لكني أريدك أن تعود، يجب أن تعود إلى اليونسكو.
طالعني باستغراب ودهشة من لهجتي، فبادرته: دكتور غازي، قبل أن تكون مرشحاً لمنصب رئاسة اليونسكو، أنت شاعر وروائي ومثقف وكاتب. واليونسكو بُنيت أساساً لتكون بيتاً لك ولأمثالك، لا لتكون بيتاً لبيروقراطيين أو خبراء (استراتيجيين!). أريدك أن تغزو اليونسكو، هذه المرة، حاملاً راية الشعر والإبداع والإنسانوية. 
باختصار: أريدك أن تقدم أمسية شعرية في منظمة اليونسكو.
تردّد في الموافقة، مستنداً إلى أنه لم يعد راغباً في تقديم أمسيات منبرية شعرية جديدة، رغم إغراء اليونسكو. 
أبديتُ له إصراري على الدعوة، ووعدته بأن أجعلها، مع زملائي في المندوبية الدائمة، أمسية تليق به وباليونسكو معاً.
وافق، بعد مجادلة، وقلق.. ربما من فشل يونيسكي آخر!
حددنا موعداً للأمسية الشعرية، 7 أبريل 2009. تطايرت رقاع الدعوة داخل اليونسكو وخارجها، وتطايرت معها الأسئلة: «القصيبي يعود إلى اليونسكو. القصيبي يفتتح حملته الانتخابية بأمسية شعرية! هل يلتوي على المرشح العربي (المصري) كما فُعل به من قبل؟!».
قبل الأمسية بساعة، كانت القاعة الأولى (الكبرى) بمنظمة اليونسكو، توشك أن تكتظ بحضور ثاني أمسية شعرية عربية تقام في تاريخ المنظمة (الأولى كانت أمسية الشاعر الراحل محمود درويش، عام 2008).
افتتحتُ تلك الأمسية الشعرية بكلمة، تحت عنوان (غازي في آخر غزواته)، قلت فيها «قد يسهل عليك أن تتحدّث عن شاعر مبدع أو تتحدّث عن روائي عذب أو عن سياسي حاذق أو دبلوماسي فذّ أو أكاديمي صارم.. قد يسهل عليك أن تتحدّث عن هؤلاء الأشخاص.. كلّ على حدة، فتعطي كل واحد منهم قاموس الوصف الذي يليق به، وطقوس المديح التي تفي بامتيازاته.. لكن كيف تصنع حين تريد الحديث عن شاعر وروائي وديبلوماسي وأكاديمي.. في إنسان وآن واحد؟! كيف تتوحّد قواميس الوصف، وتصطف طقوس المديح في مشهد واحد؟
إنها عملية انتحارية.. محاولة الإقدام على تفجير مخازن الإبداع لدى غازي القصيبي، فهو محارب (غازي) لا يتوقف عن الغزو».
وبالفعل تحقق العنوان، وليته لم يتحقق، فكانت تلك الأمسية عام 2009، آخر أمسية شعرية وآخر مشاركة منبرية للقصيبي، رحمه الله. بل إن الصديق الكاتب والروائي أحمد أبو دهمان كتب بعد الأمسية مباشرة، مقالة تحت عنوان (القصيبي يسجل وصيته في اليونسكو)!
ما حكاية هذه العناوين الجنائزية؟!
هل كان غازي القصيبي بهذه الدرجة من الشفافية، بحيث يعلم أصدقاؤه بقرب وفاته؟!
مكث غازي القصيبي أسبوعاً في باريس ليس لديه همّ، كما كان يردّد، سوى الاسترخاء بعد الوعكة، والتهرّب من جولات التسوق مع أم سهيل.
في أحد لقاءاتنا في ردهة فندق البريستول الباريسي، سألته: لماذا اختار هذا الفندق بالذات؟ قال: هذا هو الفندق الذي كنت أقيم فيه طوال أيام انتخابات اليونسكو عام 1999، وقد تعوّدت عليه وألفته مذاك. قلت: ظننتك ستكرهه لأنه يذكّرك بالهزيمة!
قال: لو كنت أريد أن أنسى الهزيمة أو أخشاها، لما جئت إلى اليونسكو مرة أخرى. قلت له: بالفعل، فأشباح الهزيمة في اليونسكو أكثر منها في البريستول. ثم ختمت هذا الحوار الاستفزازي بالقول: كفى بالمرء نبلاً أن تُعدّ «هزائمه»! 

العرب هزيمة أخرى 


في نوفمبر 2008 كتب رئيس المجلس التنفيذي لليونيسكو رسالة مماثلة لتلك التي كانت عام 1998، يدعو الدول الأعضاء للتقدم بمرشح خلفاً هذه المرة للمدير العام الياباني (غريم القصيبي) الذي تنتهي ولايته في نوفمبر 2009.
تقدم العرب أيضا بمرشح موحّد لهذه الانتخابات، وهم عازمون هذه المرة على الاستفادة من دروس الفشل التي وضعها لهم القصيبي بعد الهزيمة السابقة.
كان أكثر المتفائلين بفوز المرشح العربي هذه المرة، هو القصيبي نفسه. إذ لم يزل اسم القصيبي، على رغم مرور عشر سنوات مرتبطاً باسم اليونسكو، لم يكن القصيبي مجرد مرشح عابر. لكن بعيداً عن التاريخ والذكرى، فما زال القصيبي مهتماً بالانتخابات الجارية الآن، فهو حفيُّ بها كأنه ما زال في بؤبؤها.
أذهل العرب العالم بإجماعهم مجدداً على مرشح عربي موحد هو وزير الثقافة المصري فاروق حسني، لكن المهارة العربية المعهودة في ثَقب الإجماع أفرزت مرشحاً عربياً آخر (الجزائري محمد بجاوي)، دخل الانتخابات من الباب الخلفي على المرشح المصري، تماماً مثلما كان قد فُعل بالقصيبي عام 99!
لكن لأن العرب ما زالوا بحاجة إلى دروس تقوية فوق دروس الفشل، فقد مُنوا بالهزيمة للمرة الثانية.
وكتب القصيبي مقالاً بعد الهزيمة الثانية «بعد الحدث يصبح كل الناس، حتى أكثرهم غباءً، حكماء. والهزيمة طفل يتيم، أما الانتصار فيدّعيه ألف أب وأب».
ثم استطرد مبيناً أسباب الهزيمة العربية في اليونسكو في المرّتين، وأوجز ذلك في «درسين أساسيين، الأول: هو لا تصدّق كل ما تسمع من وعود. والدرس الثاني: هو أن المعركة الحقيقية لا تبدأ مع انطلاق الحملة، بل مع ميلاد كل ترشيح».

في اليونسكو، فازوا بهزيمتنا


في انتخابات اليونسكو كان القصيبي يمثل دور شخصية خرافية اسمها «الاتفاق العربي»، تسعى هذه الشخصية بكل ثقة إلى استكمال الاستعدادات لمراسم الزفاف على عروس الثقافة، فيفاجأ أهالي قرية العرب بخروج رجل اسمه «الاختلاف العربي» يلعب دوره في مسرحية اليونسكو، إسماعيل سراج الدين، الذي ينازع «الاتفاق العربي» على العروس، ويشتد النزاع والصراع بين ابني القرية الواحدة على الانتخابات، حتى يُحسم الأمر رغم أنف العرب - بل ربما بمساندة من أنوف بعضهم! - برجل ثالث من خارج نسق القرية والقبيلة، يأتي فيخطف عروس الثقافة أمام أعين كل من «المزفوف» و«المدفوف».
لم يكن الشؤم في عدد الأصوات (13) التي أخذها «الاتفاق العربي» كما يظن الخرافيون، بل الشؤم كان في الأصوات الثلاثة التي أخذها «الاختلاف العربي» كما ينبغي أن يدرك «الخرافيون» العرب!
«هوشة» اليونسكو كانت فرصة سانحة للغرب كي يؤكدوا للعرب أنهم حقاً بحاجة إلى من يقودهم.

أصدقاء المعركة
انتهت معركة انتخابات اليونسكو لاختيار مدير عام جديد للمنظمة، خلفاً للياباني الذي أدارها منذ 1999، بفوز المرشحة البلغارية وهزيمة المرشح العربي، للمرة الثانية.
لم تخل انتخابات عام 1987 للاختيار بين التجديد للسنغالي أحمد مختار أمبو أو الإسباني فريدريكو مايور من إثارة وتنافس شديدين.
كما لم تكن الجولة الانتخابية عام 1999 بين القصيبي والياباني ماتسورا خالية من الإثارة والتحيزات.
لكن انتخابات عام 2009 بين المرشح العربي المصري فاروق حسني والبلغارية إرينا بوكوفا، كانت «معركة» بالفعل، استخدمت فيها أسلحة نظيفة وأحياناً أسلحة غير نظيفة!
كانت الحملة الغربية عموماً، والأميركية خصوصاً، ضد حسني عنيفة ومستمرة حتى ما قبل اليوم الأخير من الاقتراع. لكننا، للإنصاف، يجب أن نعترف بأن الحملة ضد المرشح العربي لم تخل من إسهامات عربية كان وقعها أشد وأنكى. 

أسطورة أن الغربيين لا يختلفون


الحقيقة هي أنهم قد اختلفوا، إذ لم يتفقوا على مرشح واحد في البداية وتشتتت الأصوات بين عدد من المرشحين، وكادت تحدث «الكارثة» بفوز فاروق حسني (من المنظور الغربي!)، لو أن حسني حصل على زيادة خمسة فقط من الأصوات الإفريقية أو الآسيوية في الجولة الثالثة، وبقي المرشحون الأوروبيون بأصواتهم المشتتة يذوقون طعم الهزيمة وطعم الوحدة العربية المر!
لكن الأمور انقلبت رأساً على عقب في الجولة الرابعة، حين تعافى الغرب من الداء العربي، فكانت الانسحابات وتكتل الغرب حول مرشح واحد أمام المرشح العربي، حتى تحقق التعادل في الأصوات، ثم انطلق الحصان الغربي في الجولة الخامسة متقدماً خطوتين على الحصان العربي.. وصولاً نحو خط النهاية.
الأسطورة الثالثة تقول بأنه كان يستحيل فوز المرشح العربي ما دام أن أميركا تقف ضده.


نعم.. الحملة الأميركية ضد حسني كانت عنيفة ومؤثرة، لكنها لم تكن وحدها لتمنعه من الفوز، لولا عوامل أخرى هي التي هزمته. ففي الجولة الرابعة حصل حسني على تأييد نصف الدول الأعضاء، أي أن صوتاً إضافياً واحداً فقط كان الفارق بين أن تكون أميركا أو لا تكون، وكان يمكن لهذا الصوت الوحيد أن يأتي من دولة مترنحة في قرارها من دول إفريقيا أو آسيا. ولتأكيد ترنح اللوبي الأميركي، فإن التي فازت بالمنصب ليست المرشحة المفضلة لأميركا، فمرشحة أميركا (الإكوادورية) ضعفت ثم انسحبت.. أو سُحبت!.