مرسى عطا الله

أعتقد أن الأزمة الخليجية التى تفجرت بسبب عناد حكام قطر ورفضهم الانصياع لصوت العقل والتوقف عن لعبة التحريض وإثارة الفتن ألقت ضوءا ساطعا على شفافية ونقاء السياسة المصرية التى عبر عنها الرئيس السيسى ذات مرة بمقولته الشهيرة: «مسافة السكة».

كان رأى مصر ولايزال إن الحرب ضد الإرهاب لم تعد ترفا يحتمل الانتظار لأن طول سنوات الانتظار سمح لهمسات الشك والتشكيك أن تسرى فى النفوس على حساب صحة اليقين بجدية الموقف العربى فى التعامل الجاد مع الإرهاب ورعاته.

كان الانتظار والتباطؤ أمرا محيرا بينما جرائم الإرهاب على الأرض العربية وخارجها تحمل من الأدلة والبراهين ما لا يحتمل التأويل حول الدور الذى تلعبه قطر وتسعى للتغطية عليه بالابتسامات الدبلوماسية المصطنعة وتبويس لحى الأشقاء من ناحية باستخدام الآلة الإعلامية فى الشتم والسب وتلفيق الوثائق ضد كل من يعارض الدوحة ويتعفف عن تسلم حقائب الرشاوى والمنح!

وجاءت لحظة وجدت فيها مصر نفسها مطالبة بأن تسأل أشقاءها فى الخليج طالبة منهم إجابات واضحة وقاطعة بشأن ما لديها من أدلة إدانة ضد قطر وكيف أن مصر عندما أطالت حبال الصبر تجاوبا مع رغبة الأشقاء الخليجيين لم تكن تناور ولكنها كانت حريصة على تأكيد موقفها الثابت من رفض أى مساومة على مطالبها المشروعة بشأن التحريض الإعلامى وتمويل العمليات الإرهابية وإيواء العناصر الهاربة والصادر ضدها أحكام قضائية نهائية وباتة!

وعندما قررت دول الخليج أن تواجه الأخطار دون تهيب وجدت أن مصر بكل ثقلها وببراعة تحركاتها الدبلوماسية تقف معها فى ذات الخندق فى التو واللحظة مهما يكن الثمن لأن لحظة بلوغ الحقيقة مكسب كبير مهما كانت قسوتها!

كانت الأزمة الخليجية فرصة مصر لكى تتحدث عن نفسها بينما قدرات الآخرين من الكارهين لها لاتصل إلى أبعد من الصراخ!