حاوره: عبدالله آل هتيلة

أكد القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بالرياض كريستوفر هينزيل، أنه يتعين على قطر أن توقف أداءها في دعم الإرهاب والجماعات المتطرفة، مشيرا في حوار مع «عكاظ»، إلى أن حل الخلاف بين المملكة والإمارات والبحرين من جهة وقطر من الجهة الأخرى، لا يمكن أن يأتي من خارج البيت الخليجي، منوها بالعلاقات الثنائية بين بلاده والمملكة، والتي وصفها بـ«الإستراتيجية المتجددة»، لافتا إلى أهمية التعاون والتنسيق بين البلدين لمحاربة الإرهاب، لما يشكله من خطر على البلدين، مضيفا أن المملكة تعتبر قوة إقليمية مهمة جدا، ولها تأثير كبير في الإقليم، وتسعى أمريكا للعمل معها بشكل وثيق لحلحلة الأوضاع في سورية واليمن. فإلى نص الحوار:

حل الخلاف مع قطر خليجي

• كيف تنظرون إلى القرار الذي اتخذته المملكة والإمارات والبحرين ومصر، بقطع العلاقات مع قطر؟

•• كما تعلمون، فإن هذه القضية مهمة جداً، ودار حديث بين القيادة في الولايات المتحدة الأمريكية والقيادات في هذه الدول، ولا شك أن العمل على مكافحة التطرف والإرهاب أمر مهم جدا، ومن ناحية أخرى فإنه من الأهمية بمكان، وهذا من أجل مصلحتنا ومصلحة الاستقرار، أن تظل دول مجلس التعاون الخليجي متحدة، وهذا أيضا من مصلحة جميع دول المجلس، ونحن نطالب كافة الحكومات بالتراجع عن التصعيد، ونأمل أن يتسنى لحكومات هذه الدول حل المشكلة في ما بينها.

• لكن هناك دول أخرى تصعّد باتجاه قطر، ويبدو أن هناك مواقف مماثلة ستتخذ من دول أوروبية؟

•• للإيضاح، وكما قلت، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ترى أنه من الأفضل أن تقوم حكومات دول مجلس التعاون الخليجي بحل هذه الأزمة أو المشكلة في ما بينها، أما ما يتعلق بحكومات الدول الأوروبية، فقد يكون من الأصلح أن يوجه السؤال لها، ولكني أعلم أنه من بين حلفائنا في أوروبا يوجد من يرى أنه من مصلحته أيضا أن يظل الخليج متحداً، كما أنهم يرون ضرورة في نفس الوقت لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

إصلاح أداء الدوحة

• ولكن هل يمكن أن تحل هذه المشكلة أو الأزمة دون أن تلتزم قطر بالتوقف عن دعم الإرهاب والمتطرفين؟

•• لقد عملنا فترة طويلة مع شركائنا لإنهاء دعم الجماعات الإرهابية، وهذا شيء سنستمر في العمل عليه، ومن المؤكد أنه يتعين على قطر أن تصلح من أدائها في هذا المجال، كما أننا نود أن نرى كافة الدول التي لها إشكالات في هذا المجال أن تقضي على هذه المشكلة.

• هذه الأزمة جاءت بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للمملكة، واستضافة الرياض للقمم، التي وصفت بـ«التاريخية»، كيف تعلقون؟

•• أعتقد أن الرئيس الأمريكي تكلم بشكل واضح وجيد حول أهمية إنهاء الدعم للإرهاب، وهو الأمر الذي تتفق فيه معنا المملكة، كما تتفق معنا دول أخرى من شركائنا في المنطقة، وتحدث الرئيس الأمريكي أثناء القمة وبعدها، وهذا هو موقفنا إزاء هذه المسألة.

علاقات إستراتيجية

• العلاقات السعودية الأمريكية تمر بأفضل حالاتها، كيف ينظر إلى المملكة في الفترة الحالية من قبل الإدارة الأمريكية؟

•• أنت محق، فإن العلاقات بين البلدين مهمة جدا، وتمت إعادة ضبط هذه العلاقات وتجديدها خلال الأشهر القليلة الماضية، فالمملكة قوة مهمة في منطقة شديدة الإستراتيجية، ولهذا السبب العلاقات السعودية - الأمريكية تحظى بأهمية خاصة في ما يتعلق بالمصالح الأمريكية، وأهمية مماثلة فيما يتعلق بالمصالح السعودية.

• وكيف تنظرون إلى الجهود التي تبذلها المملكة في مكافحة الإرهاب على مستوى المنطقة؟

•• إن الشراكة القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة في مكافحة الإرهاب هي في غاية الأهمية، وهناك تعاون وثيق بين الدولتين سواء على المستوى الإستراتيجي أو على المستوى الفني، وبما أن أمريكا والسعودية تواجهان نفس التهديدات من نفس العناصر الإرهابية، فإنني على يقين بأن العلاقة بين البلدين في هذا المجال ستستمر من أجل الازدهار والنمو.

الحل السياسي للأزمة اليمنية

• تعاني المنطقة من بعض الملفات الشائكة، وتحديدا في سورية واليمن، كيف هو مستوى التنسيق الأمريكي السعودي في هذين الملفين؟

•• في ما يتعلق بالشأن السوري، أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة تشتركان في قلقهما الشديد في ما يتعلق بعدم الاستقرار الذي يترتب عن الوضع في سورية، كما أن لدى الدولتين مخاوف كبيرة في ما يتعلق بالتبعات الإنسانية الخطيرة في سورية، وهذه المشكلة المأساوية، هناك محاولات لمعالجتها من قبل قيادات دول العالم أجمع، ولأن المملكة قوة إقليمية مهمة جدا ولها تأثير كبير في الإقليم، فإننا نحاول العمل معها بشكل وثيق لحل هذه المشكلة. أما بالنسبة لليمن فإن موقفنا لازال كما هو ويتمثل في أن الحل الوحيد للأزمة في اليمن لا بد أن يكون سياسيا، وأمريكا ملتزمة بالتصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار في اليمن، كما أننا ندعم جهود المبعوث الأممي الخاص، والذي يحاول صياغة التوسط لحل سياسي في اليمن.

• وهل أنتم متفائلون بحل سياسي للأزمة اليمنية قريباً، وما الدعم الأمريكي الإضافي للمبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ؟

•• الحل السياسي هو الحل الوحيد الذي نراه مستقبلاً في اليمن، أما إن كان سيتأتى في المستقبل القريب من عدمه، فلن أستطيع أن أجيبك على هذا السؤال، ولكن الحل السياسي هو الحل المناسب للصراع الذي يجري على أرض اليمن، أما بالنسبة لسؤالك حول المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، فإن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت على التزامها بدعمه، كما هو حال حكومات الدول الأخرى الراغبة في الحل السياسي باليمن.

شرعية اليمن مفتاح الحل

• وكيف تنظرون إلى أداء الحكومة اليمنية الشرعية، من الناحيتين العسكرية والسياسية؟

•• كما أشرتم، هذه هي الحكومة الشرعية اليمنية، التي تحظى باعتراف المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ونحن كما الأطراف الأخرى المسؤولة.

• أعود إلى سورية، وقد كانت وجهة نظر أمريكا، أن لا مكان لبشار في مستقبل سورية، هل لا زالت أمريكا متمسكة برحيل بشار؟

•• تظل أمريكا داعمة لجهود إنهاء الصراع في سورية، ونعتقد أنه عندما تحين تلك اللحظة فإنها لن تتأتى إلا بالاتفاق بين الفرق المختلفة في سورية، ومن الصعب تخيّل أن يقبل المختلفون في سورية استمرار وجود بشار على هرم القيادة.

ملتزمون باستقرار المنطقة

• هل الولايات المتحدة الأمريكية متفائلة بأن الكثير من الصراعات في الشرق الأوسط ستحل قريباً، من أجل إنقاذ الشعوب من ويلات الحروب؟

•• أعتقد أن الإدارة الأمريكية تدرك أن عدم الاستقرار الذي ساد المنطقة خلال الأعوام الماضية يؤثر على مصالح دول المنطقة والدول الأخرى، لذلك فإنك ترى بأن الالتزام يتجدد من قبل الإدارة الأمريكية الحالية بالدور الذي يجب عليها أن تلعبه في المنطقة، وخير برهان على ذلك هو اختيار الرئيس ترمب المملكة الوجهة الدولية الأولى خلال رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك أعتقد أنك سترى التزاما أمريكيا متجددا أو جديدا لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

• ماذا تود أن تقول من خلال «عكاظ»؟

•• معظم الحديث الذي دار بيننا تركز في معظمه على السياسة والصراعات، وهذا أمر طبيعي، نظرا للأوضاع التي تمر بها المنطقة، وعلينا أن لا ننسى أن العلاقة التي تربط أمريكا بالمملكة والمنطقة هي علاقة أشمل من ذلك بكثير، والجميع يعرف حجم العلاقات الاقتصادية الكبيرة، والتي يضاف إليها علاقات ثقافية وتعليمية بين البلدين، وكلنا نعلم أن المملكة اختارت إرسال الكثير من الطلبة للدراسة في الجامعات الأمريكية، ونحن فخورون جدا بأن السعودية قد اتخذت مثل هذا القرار لتعزيز التعاون في المجال التعليمي.