"الاقتصادية" من الرياض

عثر أجيت على عمل في قطر قبل سبعة أشهر، لكن الكهربائي الهندي أصبح اليوم، مثل مئات غيره من العمال الأجانب، يخشى أن يفقد عمله ويضطر إلى العودة إلى بلده في ظل الأزمة المتفاقمة بين الدوحة ودول خليجية.

ولا يخشى أجيت خسارة عمله فقط، بل يتخوف أيضا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بعد إغلاق السعودية معبرها الحدودي مع قطر، ومنع طائراتها من عبور أجواء السعودية والإمارات والبحرين.

وقال لوكالة فرانس برس "إذا استمر الوضع على هذا المنوال فسنواجه مشكلات.. بينها ارتفاع أسعار المواد الغذائية وفقدان أعمالنا".

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر الأسبوع الماضي وأغلقت المجال الجوي والطرق البحرية أمامها، وذلك لدعمها الإرهاب.

ويشعر أجيت، الذي يجني نحو ألف ريال قطري (275 دولارا) في الشهر يرسل أكثر من نصفه إلى عائلته في الهند، بالقلق من أن تستمر الأزمة وتؤدي إلى تراجع الأعمال في قطر.

ويوضح "في بعض متاجر المواد الغذائية، ارتفعت أسعار الأرز والطماطم والبصل حتى تضاعفت". ولم يجد الكهربائي وسيلة للتكيف مع ارتفاع الأسعار سوى أن يكتفي بتناول وجبة واحدة فقط في اليوم.

ويقف أكثر من مليوني عامل في قطر، معظمهم من جنوب آسيا، عند الخط الأمامي للمواجهة مع التبعات المباشرة لل،زمة.
وبينما من المفترض أن يتمكن الأجانب الغربيون في قطر من التكيف مع هذه التبعات، فإن الثمن الأكبر سيدفعه أجيت ومعه مئات آلاف العمال الآخرين.

في إحدى ضواحي الدوحة، عند موقع بناء خاص ببطولة كأس العالم 2022 التي ستستضيفها قطر، يستريح أنيل، الآتي من بنجلادش، بعد فترة صباحية من العمل في درجة حرارة مرتفعة بلغت 48 درجة مئوية.

ويقول أنيل لـ "فرانس برس" "الكل يتحدث عن هذه المشكلة. البعض يقولون إنهم قد يعيدوننا إلى بلداننا"، مشيرا في الوقت ذاته إلى ارتفاع أسعار الفواكه وبينها التفاح الذي ازداد سعره من سبعة ريالات للكيلوجرام الواحد إلى 18 ريالا.

عبد الباري، الكهربائي الذي يجني 850 ريالا في الشهر، يعمل في قطر لسداد مصاريف مدرسة ابنتيه في الهند. ويقول "سمعت أن قطر تدعم الإرهابيين؛ ولهذا فإنهم قطعوا العلاقات معها"، مضيفا أن الأزمة ستنعكس على مستقبل ابنتيه.

واندلعت الأزمة بعد أيام من بداية شهر رمضان حين تتقلص ساعات العمل في قطر ودول خليجية وعربية، ويصبح من الصعب على العمال تعويض خسارتهم لساعات العمل بأي أعمال إضافية.

وعلى الرغم من التطمينات الرسمية من الحكومة القطرية، إلا أن القلق في مواقع البناء العديدة في الإمارة، التي أنفقت المليارات على الأعمال الخاصة ببطولة كأس العالم، يتصاعد يوما بعد يوم.

وقال عامل البناء نور الإسلام (26 عاما) "أعتني بأبي وأخي وأمي وشقيقاتي وأرسل لهم 1500 ريال في الشهر"، مضيفا "بالتأكيد ستواجه أسرتي مصاعب إذا استمرت الأزمة".