دعت الإمارات العربية المتحدة أوروبا إلى الضغط على قطر كي تتراجع عن سياساتها، وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن أبو ظبي تقترح «مراقبة أنشطة الدوحة في المنطقة إذا تراجعت عن مواقفها»، وإن «القوى الغربية قد تضطلع بهذه المهمة كي لا تملأ تركيا وإيران الفراغ».

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن الدوحة لم تتسلم مطالب الدول التي قاطعتها ديبلوماسياً، رافضاً أي مفاوضات قبل إنهاء المقاطعة، فيما أجرت القوات التركية والقطرية مناورات مشتركة. وقال الرئيس التنفيذي لـ «شركة الطيران القطرية» أكبر الباكر، إن المقاطعة «ستترك جرحاً دائماً». وأبلغ وكالة «أسوشييتد برس» أن «الناس سيتذكرون ما حدث لفترة طويلة».

وعقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، اجتماعاً في القاهرة واتفقا على أهمية تعزيز جهود مكافحة الإرهاب، وتكثيف التشاور العربي للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تعانيها بلدان المنطقة، والتصدي للتدخلات في شؤونها، وتكثيف جهود مكافحة الإرهاب ومواجهة الدول التي تمول التنظيمات الإرهابية.

وقال قرقاش إن المقاطعة التي تفرضها دول خليجية «قد تستمر سنوات إذا لم تغير قطر مسار سياساتها الداعمة المتشددين»، وأضاف أن الدول المقاطعة تعد قائمة بـ «الشكاوى» ستعلنها قريباً.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الديبلوماسية وأوقفت حركة النقل مع قطر في الخامس من حزيران (يونيو) الجاري. وتتهم الدول الأربع الدوحة بتأجيج الاضطرابات في الشرق الأوسط وتمويل الإرهاب والتقارب مع إيران.

وقال قرقاش متحدثاً إلى مجموعة صغيرة من الصحافيين في باريس إن «الوساطة الكويتية ستكون مفيدة جداً وستكون هناك مطالب. قطر ستدرك أن هذا الوضع جديد وأن العزلة قد تستمر سنوات». وأضاف: «إذا كان القطريون يريدون عزلهم بسبب رؤيتهم المنحرفة لدورهم السياسي، فلندعهم يُعزلون. ما زالوا في مرحلة من الإنكار والغضب». وزاد أن «مبعث القلق الرئيسي هو التعامل مع صلات الدوحة بالجماعات المرتبطة بالقاعدة وبجماعات إسلامية أخرى في أنحاء المنطقة، إضافة إلى علاقاتها بجماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس». وتابع أن «قائمة بشكاوى الدول العربية ستستكمل في غضون الأيام القليلة المقبلة. ونحن لا نرى تصعيداً، لكن عزلة. أنت (قطر) جزء من فريقنا لكن تواصل إحراز الأهداف في مرماك».

وأضاف: «هناك خطر يتمثل في محاولة إيران وتركيا سد الفراغ الناجم عن الخلاف»، وحض أنقرة على التزام الحياد. وأوضح: «ما زلنا في الأيام الأولى. تحاول تركيا الموازنة بين تعصبها الأيديولوجي ومصالحها الوطنية. لا نزال في المرحلة ذاتها، دعونا نأمل بأن يتحلوا (الأتراك) بالحكمة ويفهموا أن ذلك لا يصب في مصلحتهم».

ويعتقد قرقاش الذي يزور باريس في إطار جهود لحض الحلفاء الأوروبيين على الضغط على الدوحة، أن «هناك حاجة لمراقبة أنشطة قطر في المنطقة إذا تراجعت عن مواقفها، والقوى الغربية قد تضطلع بهذه المهمة». وقال: «لا توجد ثقة. حتى الآن ما زالت إقامة نظام مراقبة مجرد فكرة يمكن فرنسا أو بريطانيا أو الولايات المتحدة أو ألمانيا القيام بها، لأن لديها النفوذ الديبلوماسي والمعرفة التقنية».