خالد السليمان

 
استعادت الصحافة الورقية الكثير من وهجها خلال الأزمة الحالية، بل إنها كانت مركز الثقل في حمل عبء المسؤولية الإعلامية وقيادة الرأي العام، وبغض النظر عن تحفظاتي الشخصية على بعض مفردات لغة الرسالة الإعلامية التي استخدمت، إلا أن الصحافة الورقية برهنت تماما على أنه لا غنى عنها في تنفيذ السياسة الإعلامية للدولة !


أما وسائل وأدوات الإعلام الجديد فقد ظهرت باهتة، وبدت وكأنها تسير في ظل الصحافة الورقية، حيث كان صدى المحتوى الورقي يملأ الفضاء الإلكتروني، بينما اكتفت وسائل التواصل الاجتماعي بتناقل الموضوعات المنشورة في الصحافة الورقية، وترديد الشائعات المجهولة المصدر، وبث الأخبار غير الموثوقة !

وبرأيي أن الدولة ستتوصل إلى قناعة بأهمية استمرار الصحافة الورقية كأحد أهم أدوات صناعة وتشكيل الرأي العام، ومساعدتها على تجاوز أزماتها المالية، وربما شهدت الفترة المقبلة فتح ملف تطوير الكيانات الصحفية وإعادة تشكيلها بما يخدم السياسة الإعلامية للدولة والمصلحة العامة للمجتمع، فقد تجاوز الزمن نظام المؤسسات الصحفية المترهل، وحان الوقت لإعادة صياغة ملكيات الصحف وهياكل إدارتها حتى يصبح دعمها موجها لتمكينها من القيام بواجباتها تجاه الوطن والمجتمع، وليس لتوزيع الأرباح على فئة محتكرة من المساهمين !