موزة العبار

«الابتكار في الحكومات ليس ترفاً فكرياً، أو تحسيناً إدارياً، أو شيئاً دعائياً، بل هو سر بقائها وتجددها، وهو سر نهضة شعوبها وتقدم دولها، وإذا استطاعت الحكومة توفير أفضل بيئة ابتكار لموظفيها، نستطيع توفير أفضل مستقبل لشعبنا ولأبنائنا». محمد بن راشد آل مكتوم.

يسهم الابتكار بشكل إيجابي بالنهوض في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات، ما يؤدي لإحراز التطور والتقدم وخلق فرص العمل.. كما أنه عامل هام وضروري لغايات الحفاظ على البقاء ضمن عالم التنافسية للمجتمعات.. وخاصة البلدان التي تسعى من منطلق رؤيتها للانتقال إلى اقتصاد المعرفة في المجالات كافة، كدولة الإمارات العربية المتحدة..

ويرى محللون متخصصون في الشركات التي تعنى برصد المخاطر التي تواجه الشركات والأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن امتلاك الإمارات لقوانين شفافة وهيكل تنظيمي راسخ، يجعلها الخيار الأول لكبرى الشركات العالمية متعددة الجنسية، التي تتخذ منها مركزاً للتوسع بأعمالها في المنطقة، مؤكدين بذلك أن السوق الإماراتية سوق ناضجة متطورة وذات حيوية، وإن الشركات العالمية التي تتخذ من السوق الإماراتية مركزاً لأعمالها، تدرك الاهتمام الكبير الذي توليه الإمارات لقضايا (الحوكمة والامتثال والشفافية)، وبالتالي، تحرص على تطبيقها في أعمالها، مؤكدين أن السوق الإماراتية سوق جاذبة جداً لكبرى الشركات العالمية متعددة الجنسية وللمستثمرين!

وقد أكد تقرير نشره أخيراً موقع «ستيب فيد» أن هناك «8 أسباب» تجعل الجميع من مختلف أنحاء العالم يحلمون بالعيش في دولة الإمارات، بدءاً من الفرص الاقتصادية التي تتيحها البلاد، وانتهاءً بالاستقرار السياسي الذي تحظى به، وكذلك تمتعها بنمط اجتماعي يعد نموذجاً يحتذى به على مستوى المنطقة والعالم..!

وشملت الأسباب التي أوردها التقرير، نجاح دولة الإمارات في تنويع بنيتها الاقتصادية بعيداً عن النفط، وتطويرها برنامجاً فضائياً طموحاً، وأنشائها وكالة الإمارات للفضاء، بالتزامن مع مضيها قدماً في مشروع طموح لإرسال مسبار إلى المريخ في عام 2020.

إضافة إلى التطور الكبير في قطاعات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبنية التحتية وروابط الابتكار. الأمر الذي أدى بدوره مؤخراً، إلى أن تحرز دولة الإمارات تقدماً مهماً على مؤشر الابتكار العالمي لعام 2017، الذي أطلق منذ «أسبوع مضى» في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في مدينة جنيف، إذ حلت في المرتبة الأولى عربياً، والمركز 35 عالمياً، متقدمة 6 مراكز عن ترتيبها 41 في 2016.

ويقيس مؤشر الابتكار العالمي في نسخته العاشرة، الذي تنشره معاً جامعة كورنيل، وانسياد، ومنظمة الملكية الفكرية العالمية (ويبو)، وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، أداء 127 اقتصاداً عالمياً في مجال الابتكار، استناداً إلى مؤشرات فرعية، بما يسهم في تحسين طريقة الابتكار وفهمه، بوصفه محركاً للنمو والازدهار في الميدان الاقتصادي.

وأوضحت المؤشرات الفرعية للمدخلات في تقرير الابتكار العالمي 2017، أن دولة الإمارات، حلت في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشرات سهولة دفع الضرائب، وكلفة فصل العمالة الزائدة من العمل، وأسابيع الرواتب، وحركية الطلاب الجامعيين من خارج الدولة، فيما حلت في المركز الثاني عالمياً في مؤشر تطوير التجمعات الاقتصادية.

وحلت الدولة في المركز 25 عالمياً في مؤشر المؤسسات الفرعي، والمركز 19 في المناخ السياسي، والمركز 16 في مؤشر الكفاءة الحكومية الفرعي. وحلت في المركز 22 في مؤشر المناخ التنظيمي، والمركز 37 في حكم القانون.

وجاءت في المركز 22 في مؤشر الرأسمال البشري والبحوث، والمركز 3 في التعليم. وحلت في المركز 13 في مؤشر الخدمات الحكومية الإلكترونية. والمركز 13 في مؤشر الأداء اللوجستي. وحلت في المركز 9 عالمياً في مؤشر حماية أقلية المستثمرين. كما حلت في المركز 25 في مؤشر تطور بيئة الأعمال الفرعي، والمركز 8 في كثافة التنافسية المحلية. وحلت في المركز 4 في مؤشر إجمالي الإنفاق المحلي على البحث والتطوير من قبل القطاعات التجارية.

وفي كل عام، يستعرض مؤشر الابتكار العالمي نحو 130 اقتصاداً باستخدام عشرات المقاييس، من إيداعات البراءات إلى الإنفاق على التعليم، ما يقدّم لصنّاع القرار نظرة مطّلعة على النشاط الابتكاري الذي يحرّك باطّراد النمو الاقتصادي والاجتماعي. وفي ميّزة جديدة لمؤشر الابتكار العالمي، خُصّص قسم للنظر في «بؤر الاختراع» حول العالم التي تبيّن أعلى كثافة للمخترعين المدرجين في طلبات البراءات الدولية...

إن الذين تابعوا مسيرة نهضة دولة الإمارات يدركون حجم الجهد الذي بذله المؤسسون حتى وصلت الدولة إلى ما هي عليه الآن، بفضل من الله سبحانه وتعالى، وبحكمة وطموح وإلهام قيادتها الرشيدة، وتحولها إلى دولة تنافس كبرى دول العالم في التقدم والتطور والرفاهية والإبداع والابتكار.. بل أكثر من هذا أنها صارت الملاذ الآمن للعقول المبدعة المبتكرة، والكفاءات المهنية المهاجرة من أوطانها. لدرجة أنها أصبحت حلم شعوب العالم للعيش فيها..!

تهانينا القلبية لدولتنا الغالية قيادةً وشعباً وجميع المقيمين معنا على أرض العطاء والتسامح والسعادة والابتكار.. وكل عام والجميع بخير. وعيدكم مبارك بإذن ألله.