محمد يوسف

 يريد الرئيس التركي أن يقحم نفسه في الأزمة القطرية، وكأنه يرتب للمستقبل، رغماً عن الجميع، يعتقد أردوغان أن له حقوقاً في أمر لا يعنيه من قريب أو بعيد.

في هذه القضية، قضية اختلاف دول جارة حول ما تقوم به قطر من أفعال ضارة بمحيطها، لا يتحدث أردوغان بلسان التركي المسؤول، ولا ينطق بلسان المسلم الحريص، ولا يتحرك بما تقتضيه المصالح الاستراتيجية لبلاده وشعبه.

إنه يعبر من خلال كل أفعاله وأقواله عن رؤية ضيقة تكونت نتيجة لانتمائه العقائدي لفئة تبنت فكراً وطرحاً جديدين للدين والسياسة والقيادة في العصر الحديث، هو الفكر الإخواني، وكما نعلم جميعاً فإن الإخوان لا وطن لهم، فالأرض مشاع من وجهة نظرهم، ولا ولاء في عقيدتهم إلا لقادة التنظيم.

فيصبح الذين يحكمون الدول والذين يعيشون في تلك الدول، أي الناس، والجيوش وقوى الأمن، كلهم مجتمعين، أهدافاً للإخوان حتى وإن تسللوا عبر الحدود، فقد رسخوا مفهوم «الطائفة التي على حق» عند أتباعهم، وصفوا أنفسهم بتلك الصفة، وصدقوها، ومازالوا يسعون إلى نشرها، حتى بعد أن أسقطتهم الشعوب الحرة المتمسكة بانتمائها وعقيدتها في السنوات الأخيرة .

لم ينظر أردوغان إلى أهمية هذه المنطقة، ولم يقدر الدور الذي تتحمله دولها في الحفاظ على أمنها وسلامتها، ولم يمد نظره نحو مكة المكرمة والمدينة المنورة المستهدفتين من أتباع الصفوية، وهو الذي وقف محايداً في التهديد الجنوبي للأرض المقدسة، وفي هذا الشأن، في الأزمة القطرية، أصبح طرفاً منذ اليوم الأول، وهو أول من تحدث عن «حصار» قطر.

وهو الذي ثبت أنه سرب المطالب التي أرسلت عبر الوسيط إلى قيادة قطر، وهو الذي نقل الخلاف السياسي إلى ما يشبه الحرب، فجهز القوات، وأرسل فرقاً أتبعها بتصريحات تتضمن تلميحات باستخدام القوة، وختم كل ذلك يوم أمس بإعلان رفضه 13 بنداً من المطالب المقدمة من دولنا الأربع إلى قطر.

الغريب في أمر الرئيس التركي وإصراره على تحويل القرارات السيادية المتخذة لحماية أمن السعودية والإمارات والبحرين إلى استعدادات عسكرية من طرفه، أقول لكم، الغريب في الأمر أن كل تصريح أو فعل لأردوغان يقابله تصريح للرئيس الإيراني روحاني.

فهل يكمل الإخواني مخططات الصفوي؟!