جوناثان تابلين 

في خريف عام 2012، خلص موظفو لجنة التجارة الفيدرالية إلى أن شركة «جوجل» قد اشتركت في منافسة غير عادلة من خلال تفضيل خدماتها على منافسيها. وهؤلاء أوصوا بفرض غرامة كبيرة: «إن النقد المؤلف من 160 صفحة، والذي كان من المفترض أن يظل خاصاً لكنه تم الكشف عنه من دون قصد في طلب لفتح السجلات،

قد خلص إلى أن «سلوك جوجل قد أدى – وسيؤدي – إلى ضرر حقيقي للمستهلكين». بيد أن جوجل لم تعاقَب إطلاقاً لأن المعينين السياسيين تجاوزوا توصية الموظفين، وهو إجراء نادراً ما تتخذه لجنة التجارة الفيدرالية. وأشارت الصحيفة إلى أن جوجل، التي تبرع رؤساؤها التنفيذيون بأموال كثيرة لحملة أوباما أكثر من أي شركة أخرى، قد عقد عشرات الاجتماعات في البيت الأبيض خلال الفترة ما بين تقديم الموظفين لتقريرهم والقرار النهائي بإسقاط إجراءات الإنفاذ.

وهذا الأسبوع، فرضت سلطات مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي غرامة على جوجل بقيمة قياسية تبلغ 2.7 مليار دولار، بسبب نفس النوع من المخالفات التي كانت تراجعها لجنة التجارة الفيدرالية. فلماذا كان الأوروبيون أكثر استعدادا لمكافحة احتكارات التكنولوجي الكبيرة أكثر من الأميركيين؟ إن الإجابة تكمن في الطريقة التي غير بها التفكير الاقتصادي الليبرالي وجهات نظر الأميركيين فيما يتعلق بمكافحة الاحتكار وكذلك في مشكلة الاستيلاء التنظيمي. فهل أصبحت شركة جوجل كبيرة لدرجة أن كلاً من السياسيين والمنظمين باتوا يخافون منها باعتبارها عملاقاً في التكنولوجيا؟

تمتلك شركة جوجل حصة سوقية نسبتها 88% من عمليات البحث والإعلانات المتعلقة بها. ومن الواضح أن هذا قد يضعها في مواجهة مع تهمة الاحتكار. وكما قال «جيريجي ستوبلمان»، الرئيس التنفيذي لشركة «يلب» وأحد أصحاب الشكوى، في شهادته في شهر سبتمبر 2011 أمام اللجنة الفرعية لمكافحة الاحتكار في مجلس الشيوخ:« جوجل في البداية أخذت محتوانا بدون إذن، وعلى الرغم من الاحتجاجات العامة والخاصة، أعطى جوجل انذارا بأنه لا يمكن إلا للمحتكر أن يعطي: من أجل الظهور في بحث الويب يجب عليك السماح لنا باستخدام المحتوى الخاص بك للمنافسة ضدك«.

والنظرة القانونية المشتركة لمكافحة الاحتكار، كما ذكرها القاضي «لويس برانديز» في بحثه عام 1934، إن لعنة الكبر مؤطرة حول حماية الشركات الأصغر حجما من ضراوة الشركة العملاقة. وكما كتب برانديز: يمكننا أن نحقق الديمقراطية في هذا البلد، أو أن يكون لدينا ثروة كبيرة تتركز في أيدي القليلين، لكن لا يمككنا أن نحصل على الأمرين.

ومن الواضح أن الأوروبيين ليسوا بهذا القدر من الخنوع لعمالقة التكنولوجيا مثل الأميركيين. ومنذ أن هيمن بيل جيتس وستيف جوبز على أغلفة المجلات التجارية، أصبح كل من السياسيين والصحفيين يعيشون فيما وصفه موظفو شركة «آبل» بمجال تشويه الحقيقة. ويعد رجال مثل لاري بيج و مارك زوكربيرج من أكثر الناس ثراء على هذا الكوكب لأنهم أدركوا أنه في مجال أعمال غير منظم مثل الإنترنت ستكون هناك لعبة الفائز يأخذ كل شيء.

*باحث تقني بجامعة جنوب كاليفورنيا

«واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»