مرسى عطا الله

لا‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬عاشت‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬تاريخين‭ مهمين ‬وحدثين‭ ‬فاصلين‭ ‬بمثل‭ ‬ما‭ ‬عاشته‭ ‬خلال‭ ‬أخطر‭ 72 ‬ساعة‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬جسر‭ ‬العبور‭ ‬بين‭ ‬حركة‭ ‬الجماهير‭ ‬فى‭ 30 ‬يونيو‭ ‬وصحوة‭ ‬النخبة‭ ‬المصرية‭ ‬بكل‭ ‬ألوان‭ ‬الطيف‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتماعى‭ ‬والدينى‭ ‬فوق‭ ‬منصة‭ ‬3‭ ‬يوليو‭ ‬عام‭ 2013.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الساعات‭ ‬الـ‭ ‬72‭ ‬تأكد‭ ‬لكل‭ ‬ذي‭ ‬عينين‭ ‬أن‭ ‬شعب‭ ‬مصر‭ ‬قد‭ ‬حسم‭ ‬أمره‭ ‬واتخذ‭ ‬قراره‭ ‬بإعادة‭ ‬بناء‭ ‬حياته‭ ‬بخطوات‭ ‬ثورية‭ ‬تحقق‭ ‬أحلام‭ ‬وأشواق‭ ‬التغيير‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يراها‭ ‬البعض‭ ‬صعبة‭ ‬ومستحيلة‭ ‬بينما‭ ‬قالت‭ ‬الوقائع‭ ‬الحية‭ ‬ليومي‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬و3‭ ‬يوليو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأحلام‭ ‬ممكنة‭ ‬لكي‭ ‬تغير‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬أساسه‭.‬

في‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬جاءت‭ ‬حركة‭ ‬الملايين‭ ‬لتعلن‭ ‬رفضها‭ ‬للجمود‭ ‬ومحاولة‭ ‬الارتداد‭ ‬بمصر‭ ‬إلي‭ ‬عصور‭ ‬الجاهلية‭ ‬الفكرية‭ ‬والثقافية‭ ‬بينما‭ ‬مثلت‭ ‬منصة‭ ‬3‭ ‬يوليو‭ ‬وبيانها‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬ألقاه‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬التعبير‭ ‬الصادق‭ ‬والصحيح‭ ‬عن‭ ‬نبض‭ ‬الشارع‭ ‬المصري‭ ‬المعبر‭ ‬عن‭ ‬أجيال‭ ‬جديدة‭ ‬رأت‭ ‬بحسها‭ ‬وحدسها‭ ‬فرصة‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تفلت‭ ‬من‭ ‬أيديها‭ ,‬شأن‭ ‬كل‭ ‬الأجيال‭ ‬الثائرة‭ ‬علي‭ ‬طول‭ ‬التاريخ‭ ‬التي‭ ‬تنتقى‭ ‬الأبطال‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬لحظات‭ ‬الخطر‭... ‬وهكذا‭ ‬اتجهت‭ ‬العيون‭ ‬والأبصار‭ ‬منذ‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬صوب‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي,‭ ‬حيث‭ ‬رأى‭ ‬فيه‭ ‬الناس‭ ‬جرأة‭ ‬وشجاعة‭ ‬وإقداما‭ ‬دون‭ ‬تهيب‭ ‬للمخاطر‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تتردد‭ ‬هتافاتها‭ ‬المليئة‭ ‬بالغرور‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬وتلميحاتها‭ ‬بالتهديد‭ ‬والوعيد‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬عواصم‭ ‬الخارج‭.‬

هذان‭ ‬يومان‭ ‬لا‭ ‬يفصل‭ ‬بينهما‭ ‬سوي‭ ‬72‭ ‬ساعة‭ ‬فقط‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬يفوق‭ ‬توقيتات‭ ‬الزمن‭ ‬ومفردات‭ ‬حسابه‭ ‬لأن‭ ‬المسألة‭ ‬كانت‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬اصطفاف‭ ‬سياسي‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬بالصدق‭ ‬كله‭ ‬امتزاجا‭ ‬تلقائيا‭ ‬وفريدا‭ ‬بين‭ ‬مشاعر‭ ‬جماهير‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬وبين‭ ‬أفكار‭ ‬ورؤي‭ ‬الرموز‭ ‬التي‭ ‬تصدرت‭ ‬منصة‭ ‬3‭ ‬يوليو‭... ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تغيب‭ ‬حتي‭ ‬لا‭ ‬يتمكن‭ ‬الأشرار‭ ‬من‭ ‬تشويه‭ ‬التاريخ‭!‬