خالد السليمان

أخطأ مقدم نشرة أخبار على قناة سعودية في نطق اسم وصفة مدينة ألمانية، فتعالت أصوات الدعوة لمعاقبته وإيقافه، لكن الشكر لوزير الثقافة والإعلام الذي غرد نافيا وجود أي نية لإيقافه، والإيقاف عادة في عالم الإعلام عندنا «على طريف»، وهو أسهل وأسرع عقوبة يمكن أن تصدر بحق أي إعلامي مغضوب عليه!

حتى الكتاب لم يسلموا قديما وحديثا من غضبة الإيقاف، ورغم أن نظام النشر لا يمنح سلطة الإيقاف سوى لحكم قضائي يصدر عن لجنة المخالفات الصحفية التي يرأسها قاض، إلا أن هناك كتابا تم إيقافهم سابقاً بمكالمات شفهية، وتم استرجاع أقلامهم بمكالمات صفح هاتفية أيضاً!

أعود لمقدم نشرة الأخبار الشاب، لأعلن تعاطفي معه ليس لأنني أتسامح مع الأخطاء اللغوية وضعف الإلقاء، وإنما لأن إصلاح الأخطاء وجبر العثرات له وسائله الأكثر نفعا، وقد علق أحد الأصدقاء على العقوبة بأنه يتمنى لو تكون إلزام الشاب بالحصول على دورة في الإلقاء ودرسا في المعلومات بدلا من إعدام مستقبله!

وإذا كانت هناك عقوبة مستحقة فأولى بها المسؤولون عن بعض وسائل الإعلام على سوء اختيارهم لمذيعيهم ومحرريهم، وعلى المعايير المتدنية التي أصبحت جدارا قصيرا يقفز عليه كل من رغب في العمل في المجال الإعلامي، فأصبحت شاشات التلفزيون نافذة لضعاف اللغة والثقافة والإلقاء، والصحف مرتعا لضعاف المهنية والمصداقية !

أما المثير للضحك في الموضوع فهو أن بيت المذيع الشاب قذف من مغردين في تويتر حساباتهم من زجاج!