تمحور لقاء اقتصادي نظمه اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان برئاسة محمد شقير، مع القائم بالأعمال في سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، حول العلاقات الاقتصادية والخطوات المستقبلية المطلوبة لتفعيلها وتنميتها. وكان «إجماع على المكانة الكبيرة التي تحتلها المملكة في حياة اللبنانيين، ودورها الاستراتيجي في الحياة الاقتصادية اللبنانية». وسبق اللقاء اجتماع برئاسة شقير لمجلس رجال الأعمال اللبناني- السعودي بحلته الجديدة، واختير رؤوف أبو زكي رئيساً له.

وأكد شقير «وجود فرص واعدة مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي طرحها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهي تتقدم وتوفر آلاف المشاريع». ولم يغفل أيضاً أن لبنان «لا يزال يشكل مركزاً اقتصادياً واستثمارياً في المنطقة»، لافتاً إلى أنه «مقبل على مشاريع كبيرة منها تطوير البنىة التحتية في لبنان واستخراج النفط والغاز وإعادة إعمار سورية التي ستمر حكماً في لبنان».

وأشار رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار، إلى أن «الدعم السعودي لا يقف عند البعد السياسي بل يتعداه إلى الجانب الاقتصادي، إذ قدمت المملكة للبنان أكثر من 12 بليون دولار، منحاً ومساعدات وقروضاً ميسرة، إضافة إلى معونات عسكرية وتنموية». ولفت إلى أن السعودية «تأتي في مقدمة الدول العربية لجهة حجم التبادل التجاري مع لبنان بمبلغ 736 مليون دولار عام 2015، وتحتل المركز الأول في استقبال الصادرات اللبنانية، إذ بلغت قيمة الصادرات إليها في العام ذاته 357 مليون دولار، في حين استورد لبنان من السعودية بما قيمته 380 مليوناً».

واعتبر أبو زكي أن «ما يدعونا إلى التفاؤل هو المناخ العام الجديد في كلا البلدين»، لافتاً إلى وجود «استقرار سياسي وأمني في لبنان وإلى حركة تجديد ناشطة في المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبحيوية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان».

وشدد بخاري على أن المملكة «تحرص على إقامة أفضل العلاقات وترحّب بالراغبين في الاستثمار فيها، لا سيما بالفرص المتاحة من خلال رؤية المملكة 2030 وما تنطوي عليه من مشاريع، يمكن القطاع الخاص الاضطلاع بدور حيوي في تنفيذها».

وشكر اتحاد الغرف اللبنانية برئاسة شقير «على تكريمي وعلى التعاون القائم بيننا». وقال: «نعوّل كثيراً على الدور الذي يضطلع به مجلس الأعمال السعودي– اللبناني برئاسة أبو زكي، وأنا على ثقة في أن أمامنا جميعاً مبادرات كثيرة يمكن القيام بها، كي تبقى العلاقات بين البلدين نموذجاً يُحتذى به في شتى المجالات».

وأعلن بخاري «الاستعداد للتعاون في أي مجال يؤدي إلى تعزيز هذه العلاقات، وتعرفت في الفترة القصيرة والتي مضت على وجودي في لبنان إلى الكثير من الإخوة في مختلف القطاعات والمناصب، وأدركت عمق المحبة التي يكنّها الجميع للمملكة، وما وجودنا معكم اليوم سوى تعبير عن هذه الرغبة وهذه القناعة».