سليمان العيدي  

جاء اليوم الذي ستعلن فيه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب كالسعودية ومصر والإمارات والبحرين عن الحلول المتوقعة قريبا إن أصرت قطر على موقفها من هذه الأزمة

في لحظة بزوغ الأزمة الخليجية مع قطر وانفضاح أمرها وتعرية مواقفها التي برهنت الدلائل والوثائق على تورّطها في ملف دعم الإرهاب على مختلف الأصعدة مهما كانت قريبة من الأزمة أو بعيدةً عنها، يتضح ذلك من تورطها في ملفات ليبيا والشقيقة مصر وكلها بعبث وتمويل قطري مع الأسف عبر عدة مسارات على مدى عشرين عاما مضت، ونحن نتعامل معها بصفاء النية وتبادلنا بخبث النية، تصافحنا الأيدي وترمينا العيون والقلوب، ولم يعد خافيا الدور الذي لعبته في المنطقة كلها بدءاً من دخول الإخوان المسلمين والسهر على راحتهم وتمويلهم للتنظيمات الإرهابية واحتوائهم للمعارضين وتهيئة الإعلام أمامهم وفتح الحسابات التي تدعم نشاطهم وتزويدهم بالأموال عبر تحويلات بنكية تناقلتها الوسائط الاجتماعية بملايين الدولارات وشراء الذمم، وانتهاء بالتآمر على المملكة وبقية جيرانهم والأمة العربية، والذي تابع بيان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب يعلم جيداً بعض هذه الحقائق والخافي منها أكثر كما صرح بذلك المستشار بالديوان الملكي الأستاذ سعود القحطاني الذي أكد أنه سيتم فضح الدوحة بكل وسيلة ومن خلال الوثائق والدلائل التي تؤكد تورطها في الملف الإرهابي تجاه الخليج ودوله، يقول معاليه هل تعتقد السلطة في قطر أنها ستعمل على انهيار الدول ونشر الفتن وإراقة الدماء وتمويل الإرهاب دون رد وعقاب؟ وهل تعتقد أن دولة بحجم السعودية يخفى عليها تمويلهم للمنشقين وتمويلها الفاشل لخريف عربي يتوهمونه في المملكة؟ إلى آخر ما ذكره في عدة تغريدات أجلى فيها معالجة الحقيقة التي أساسها لا يخفى على العقلاء الحكماء، ولقد بدت الدوحة وبعد مضي أكثر من شهر تحاول أن تنجو من هذه الورطة التي خذلت فيها شعبها القطري وخليجها على يد الحمدين وتميم وهو من وقع اتفاقيات الرياض 2013 /‏‏‏2014 ثم نكصوا على أدبارهم دون حياء ودون مراعاة للأعراف، مما يدل أساسا على بذرة الشر والحقد لدى القيادة القطرية ومن خلفها من المرتزقة أمثال عزمي بشارة بتعليمات من الحمدين وأمير قطر تميم، الذي أشك أنه من يحكم قطر الآن، وكون الدوحة تبحث عن حلول خارجة عن البيت الخليجي فهي لن تنجح في كسب الوقت، أو ذر الرماد في العيون 

حتى لو أن الإدارة الأمريكية أو غيرها تدخلت في هذا الملف، فإن على الدوحة أن تدرك أن عليها أن تعترف بجرمها وخطئها وتلتزم بالمطالب التي نقلها الوسيط الكويتي بإشراف أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد، والذي تعامل مع الأزمة بعقلانية، لكن الدوحة وقيادتها تمعنان في الضلال والمراوغة لفتح مساحة من الوقت مع إيران وتركيا، وأن تستطيع التحصن بأذرع خارجة عن البيت الخليجي، إن أمام قطر اليوم مهلة لمراجعة أخطائها والاعتراف أمام العالم وتحديدا أشقاءها في الخليج الذين سينفد عندهم الصبر وفق هذه التصريحات التي نسمعها بين فترة وأخرى من وزراء خارجية الدول الأربع، بعد تقديم الوثائق والقرائن التي تابعتها وسائل الإعلام العالمية وخصوصاً البيان الأخير، الذي فضح تهرب الدوحة من التزاماتها وفضيحة حمد بن جاسم لاستخدام قناة الجديد ضد المملكة في أكثر من لقاء، جاء اليوم الذي ستعلن فيه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب كالسعودية ومصر والإمارات والبحرين عن الحلول المتوقعة قريبا إن هي أصرت على موقفها من هذه الأزمة، وهذا ما ذكره وزير الخارجية السعودي ووزير الثقافة والإعلام في رحلاتهما المكوكية في كل محفل دولي، فقد قال العواد إن لعبة التخريب والتواطؤ التي تلعبها قطر مع التنظيمات الإرهابية لتخريب المنطقة انكشفت للعالم، حيث أصبحت قطر تشكل خطرا على دول الخليج والجوار، إزاء هذا الأمر كله يتطلع المحللون السياسيون إلى احتواء هذه الأزمة أو إيقاع العقوبة على قطر إن هي مضت في طريقها نحو الهاوية والزج بالشعب القطري العزيز في منطقة ظلامية لا يعلم مداها إلا الله، حتى وإن تمت الاتفاقية بينها وبين أميركا فالهدف هو نبذ الإرهاب وعدم تمويله وهذا هو المحك.