بولا أسطيح

اتسعت أمس «حرب الفصائل» في ريف إدلب شمال غربي سوريا بين «هيئة تحرير الشام» التي تضم فصائل، بينها «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) من جهة، و«حركة أحرار الشام» من جهة ثانية، وسط سقوط قتلى في معارك استخدمت فيها أسلحة ثقيلة. وبدا واضحاً أن المعركة بين «أحرار الشام» و«تحرير الشام» معركة «إنهاء وجود»، قد تُحول كل الأنظار إلى إدلب في الأيام المقبلة.
واندلعت المواجهات بين الطرفين في بلدة حزارين التي تربط ريف حماة الشمالي بجبل الزاوية، مساء أول من أمس، حين أقدمت «النصرة» على مهاجمة مقرات ومواقع وحواجز «أحرار الشام» واعتقال وقتل عدد من عناصرها.


وقال مصدر في «الجيش الحر» في إدلب لـ«الشرق الأوسط»، إنه «بعد شهر من التوتر بينهما، وقع الطرفان قبل أربعة أيام اتفاقاً لضمان عدم الاقتتال، لكن (النصرة) ما لبثت أن انقضت على الاتفاق ما أدّى إلى انفجار الوضع بينهما على نطاق واسع». وأضاف أن الاشتباكات امتدت إلى جبل الزاوية وريف إدلب الشمالي ومناطق حدودية، مؤكداً أن «حدة المواجهات توحي بقرار لدى كل من الطرفين بإنهاء خصمه».
وبينما لم تنخرط فصائل «الجيش الحر» في الاقتتال، قال قيادي فيه لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن أنقرة أبلغت فصائل «درع الفرات» في شمال حلب بالاستعداد للانتقال إلى ريف حلب لمواجهة «النصرة»، وإن مسؤولين أتراكاً أكدوا الاستعداد لتوفير الذخيرة والأسلحة الثقيلة لدعم الفصائل في ريف إدلب المشمول في «اتفاق آستانة» لـ«خفض التصعيد»، علما بأن الحكومة التركية أغلقت معبر الحدود مع إدلب.
وفي المقابل، سعت «النصرة» للتمركز في منطقة جغرافية تصعّب مهمة القوات التركية في حال قررت دخول إدلب لإنهاء وجودها وفرض «خفض التصعيد».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الاقتتال أسفر عن مقتل 14 شخصاً على الأقل، مضيفاً أن «هذه الاشتباكات هي الأعنف والأوسع» بين الطرفين. وتابع: «على ما يبدو إنها معركة إنهاء وجود». وأشار «المرصد»، من جهة أخرى، إلى مقتل 40 على الأقل بينهم 3 ضباط من قوات النظام في معارك ضد «داعش» في البادية بين ريفي حماة وحمص ودير الزور.
من جهة أخرى، أفادت وكالة «الأناضول» التركية، بأن الجيش الأميركي أقام 10 قواعد في شمال شرقي سوريا، مشيرة إلى أن «القوات الأميركية تستمر منذ عام 2015، في توسيع وجودها العسكري في المناطق الخاضعة لتحالف (قوات سوريا الديمقراطية)، التي تشمل في هيكلها العسكري الأساسي (وحدات حماية الشعب) الكردية».