الدوحة تجري تعديلات على بعض مواد قانون مكافحة الإرهاب.. وواشنطن تضع موظفين دائمين في مكتب الادعاء القطري

     

    «الجزيرة» - سعد العجيبان:

    في طريقة غير مباشرة لتجاوب الدوحة مع مطالب «الرباعية العربية»، أصدر أمير قطر مرسوماً أميرياً يقضي بتعديل مواد من قانون مكافحة الإرهاب تتعلق بتعريف الإرهابيين وكل ما يتعلق بهم، ووجه بتنفيذه بعد صدوره في الجريدة الرسمية.

    وتضمن تعديل القانون القطري تعريف الإرهابيين والجرائم والأعمال والكيانات الإرهابية، وتجميد الأموال وتمويل الإرهاب، وكذلك استحداث نظام القائمتين الوطنيتين للأفراد والكيانات الإرهابية.

    كما شمل تحديد إجراءات إدراج الأفراد والكيانات في كل من القائمتين، إضافة إلى بيان الآثار المترتبة على ذلك، وتثبيت حق ذوي الشأن بالطعن في قرار الإدراج أمام محكمة التمييز.

    اعتقالات وتكثيف رقابة

    وفي حين جاء القرار القطري بعد عدة أيام من توقيع الدوحة مذكرة تفاهم مع واشنطن تتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب، ذكرت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أمريكيين أن واشنطن ستضع موظفين دائمين في مكتب الادعاء القطري خلال أيام، وتحدثوا عن اعتقال الدوحة لبعض الأشخاص منذ توقيع المذكرة مع واشنطن إضافة إلى تكثيف مراقبة آخرين.

    توقف عن دعم الإرهاب

    على صعيد متصل دعا وزير الخارجية عادل الجبير قطر إلى وقف دعم الإرهابيين وإيوائهم والامتناع عن التحريض، معتبراً خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البلجيكي، أن الدوحة تفتح وسائل إعلامها لنشر خطاب الكراهية والتحريض على الإرهاب والعنف، وأعرب عن أمله بأن تسود الحكمة وتتوقف قطر عن دعم الإرهاب.

    وأشار الجبير إلى أن هناك إرهابيين يعيشون في قطر وآخرين تمولهم الدوحة في الخارج، ولا يمكن المساواة بين دولة تكافح الإرهاب وأخرى ترعاه، وقال: لن نتسامح مع إرهاب قطر.

    إيران

    وجدد الجبير اتهامات الرياض لطهران بمواصلة محاولاتها للتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار و»دعم الإرهابيين»، مشيراً إلى مناقشته مع وزير الخارجية البلجيكي أنشطة إيران في المنطقة.

    بلجيكا

    من جهته أكد وزير الخارجية البلجيكي ترحيب الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع الرياض في محاربة الإرهاب، معلنا دعم بلاده للوساطة الكويتية وتشجيعها على حوار خليجي داخلي لحل الأزمة الراهنة مع قطر.

    الحل خليجي

    على صعيد آخر قال وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش: إن حل الأزمة خليجي، مؤكداً أن الدول المقاطعة تبحث عن «الحكمة لا المكابرة».

    وأضاف قرقاش في سلسلة تغريدات على حسابه في «تويتر»، أن كل أزمة تمر بضبابية مقصودة وغير مقصودة، فالمناورة والاعتماد على حل خارجي وتمييع المفاهيم سراب، ويبقى أساس الأزمة حياً وملخصه تغيير التوجه.

    رهان واهم

    وقال قرقاش: في أزمة قطر الممتدة الرهان على الحل الخارجي ينحسر، وهو رهان واهم ينتقص ويهمش ضرر قطر على جيرانها، والتطاول والمناورة لا تمثل استراتيجية.

    وأضاف: الخوف أن قطر التي انزلقت سياستها من التوسط بين الأطراف إلى تمويل ودعم التطرف ستنزلق مجددا عبر البوابة الخارجية، وتابع: أوهام السيادة صعبة التصديق.

    درب الزلق

    وبيَّن قرقاش أنه وفي ظل إدراك المجتمع الدولي أن حل مأزق قطر خليجي، فإننا نبحث عن الحكمة لا المكابرة، كبير من يقول أخطأت بحقكم ومصلحتي ووجداني ضمن البيت الخليجي.

    وأشار إلى أن الحكمة أن تدرك الدوحة أن الحل خليجي ومفتاحه السعودية، فالمناورة والمكابرة والاستقواء بالحزبي والأجنبي (درب الزلق) الذي لا نتمناه للدوحة.

    أدلة على الدعم القطري

    من جهته قال سفير الإمارات في موسكو عمر سيف غباش إن تعاون قطر مع تنظيم القاعدة الإرهابي أدى لاستشهاد جنود إماراتيين في اليمن، مشيراً إلى وجود تسجيلات من الميدان تثبت ذلك، «لكنه ليس الوقت المناسب للإعلان عنها».

    ورداً على سؤال مقدمة برنامج «هارد توك» في «بي بي سي»، قال السفير الإماراتي: إن هناك أدلة بالصوت والصورة على الدعم القطري للإرهاب في اليمن وليبيا وسوريا.

    اليمن

    واستعرض السفير غباش بعضاً من تفاصيل ما جرى في اليمن، قائلاً: إن قطر كانت ضمن تحالف دعم الشرعية، وتعرف معلومات قوى التحالف، وعندما كانت القوات الإماراتية تستعد لعملية ضد القاعدة في اليمن نقل القطريون موقع القوات الإماراتية وخططها للقاعدة فوصل أربعة انتحاريين وفجروا نفسهم في الجنود.

    الاحتفاظ بماء الوجه

    وفيما يتعلق بالمطالب الـ13 من قطر، قال إن الدوحة عمدت إلى تسريبها لإفشال جهود الوساطة، وذكر أن دول الخليج حرصت على احتفاظ قطر «بماء الوجه»، حين أبقت اتفاقات 2013 و2014 التي وقعت عليها قطر سرية بطلب من الدوحة، وذلك يتعارض مع ما فعلته قطر حين سربت المطالب التي قدمت إليها عبر الوساطة الكويتية بعد تسلمها بساعات.